"السفير" في عيدها ... مختبر حياة ورسالة علم وإبداع تتجدّد

أحيت "ثانوية السفير" – الغازية عيد تأسيسها (الذي يصادف في 23 تشرين الأول من كل عام)، فتحلّقت أسرة الثانوية حول هذه المناسبة في احتفال احتضنته قاعتها الكبرى، وتخللته شهادات حية ومشاركات علمية وتربوية وثقافية وأجواء تفاعلية من أهل بيت " السفير"، ممن ساهموا ولا يزالون في مسيرة تميّزها، من إداريين ومنسقين ومشرفين ومعلمين، وشكّلت محطة لتجديد رسالتها، سفيراً "فوق العادة" لتنشئة الأجيال على القيم الإنسانية والوطنية وتنمية مهاراتهم وصقلها واكتشاف مكامِن الإبداع لديهم وتحفيزها.
روماني
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد "السفير" وتقديم من الأستاذة جوانا روماني التي قالت فيه:
"هنا تُروى الحكايات، هنا تُغرسُ القيم، هنا تنمو الأجيال، هنا الحضنُ الدّافئ، هنا الفكرُ الحيّ، وهنا الرّسالةُ الّتي تُعاش. في السّفير، للعلومِ وجودٌ آخر، للفنِّ سحرٌ جديد، للأدبِ معنى نادر. في السّفيرِ كلُّ درسٍ فيه نبضة، كلُّ نشاطٍ فيه حلم، وكلُّ زاويةٍ فيها أثرٌ لا يُمحى. "السّفيرُ" مساحةٌ للانطلاق، ومنصةٌ للارتقاء، ومرفأٌ للانتماء. في عيدِ "ثانويّة السّفير"، اللّقاءُ بذرةُ الفرح، والكلمةُ أريجُ الأمل، والبسمةُ ثمرةُ العطاء. في عيد السّفير أنتم العيد".
جعفر
وألقت الأستاذة ميرنا جعفر كلمة بالمناسبة التي تزامنت مع احتفال الثانوية بـ" Mole Day " لتعزيز الاهتمام بعلم الكيمياء فرأت أننا " نعيش في عالم أنارته عقول العلماء، وأضاءته قوانين الطبيعة التي اكتشفوها، ومن بينها رقمٌ غيّر طريقة فهمنا للمادة هو رقم أفوغادرو" 1023× 6.02 "، رقم يجعلنا نعرف كم من الجزيئات في كوب ماء، أو في ملعقة سكر، أو في ذرة ملح واحدة، مقدمةً مثالاً على ذلك الملح حين يذوب في الماء، تنفصل ذراته، وتتحرر أيوناته، كأنها أرواح خرجت من أجسادها لتسري في الماء، فتمنحه القدرة على نقل الكهرباء".
وقالت: " هكذا، نتعلم من الملح درساً في الحياة: لكي نُحدث أثراً، علينا أن نذوب في المعرفة، أن نتحرر من الجمود، أن نسمح لأفكارنا أن تسري، كما تسري الأيونات في الماء، فتنقل الحياة، وتُشعل النور".
حجاب
كلمة المشرفين ألقتها الأستاذة رولا حجاب فقالت: "عندما أتحدث عن السفير، تختلط ذكريات الماضي بمشاعر الحاضر، فأتوقف بكل فخر أمام من جعل شعاره "أخلاق، علم ، أمان ". من كان ولا يزال الداعم الأساسي بكل موهبة صغيرة كانت أم كبيرة، لكل طالب علم من الأساتذة والطلاب. من كان عاشقًا للغة، فكان سفيرًا للكلمة وسلطانًا للحرف. في عيد السفير نحتفل برسالة تسكننا وبروح تتحد فينا كل يوم. التعليم في السفير ليس تلقينًا، بل هو رحلة بحث عن المعنى والحقيقة، رحلة نتعلم فيها قبل أن نُعلّم، في السفير دليل واضح أن الكلمة قوّة".
أصغر
وأـلقى كلمة المنسّقين الأستاذ علي أصغر فقال: " في السفير، ما أجمله من تجلٍّ للجميل وعمل الجميل، من باطنٍ مليءٍ بالحب، إلى صقلٍ مغلفٍ بالإبداع والجمال! اكتب بقلم العقل على لوحة القلب، إنه لا مؤثر في الوجود إلا سرمدي الوجود. فالوجود مشكاة لنوره الذي يتجلى بسالك النور الذي بنوره تستضيء جواهر القلوب بيدي الصاقلين في منجم السفير، حيث تُصقل الجواهر الفريدة بشفرات ملؤها الحب والدفء والجمال لتضيء دروب النور. فهنيئًا لنا في مركب النور، وهنيئًا للراكبين من مركب لتجلي انعكاس النور".
مطر
وفي كلمة معبرة بالمناسبة وصف المدير الأكاديمي للثانوية الأستاذ أحمد مطر "السفير" كصرح تربوي بـ" الحجر الذي يفكر". وقال: " كلّ يوم، كانَ يأتي إليه أطفالٌ لديهم أسئلة، وشبانٌ لديهم استفسارات، وكبارٌ لديهم شكوك، إلّا أنهم كانوا يغادرون بأريحيًّةٍ مُلهمة، وبوضوحٍ عميق، كما لو أنّ أرواحَهم قد تنفّسَت، وكأنَّ كلَّ شيٍء في داخلِهم يعيدُ ترتيبَ نفسِه: فالأفكارُ تنمو، وتزدادُ إبداعًا، والمشاعرُ تبتهجُ، وتصبحُ أصدق. عندها فهمَوا أنَّ الحجرَ لم يُعطِهم إجابات، بل كانَ يفسحُ المجالَ للإجابات لتُولدَ في داخِلهم. الحجرُ هو ذا ثانوية السفير، المُلهمةُ للفكر، والمُحفّزةُ للقيم، والمُجددةُ للإنسانية. كلّ عيدِ سفيرٍ وأنتم فخرُ المدرسة، وركنُها الثابت، وروحُها النابضة".
خازم
وألقى الأستاذ حسن خازم قصيدة بعنوان " العلم والأخلاق والأمان" وجاء فيها: "دكتورنا مهما السفير تهلّ/ ومن ضحكتك نقطف زهور وفلّ/ بيبقى عليّي صعب قلّك خال/ مطرح ما انتَ هون خيّ الكلّ/ العلم وعُلا الأخلاق وعيون الأمان/ كانوا النبض من وقت ما كنّا/ دبنا بهُدا الإبداع سبّقنا الزّمان/ اللي استأنس بساحاتنا وغنّا/ تجوهر شغفنا عزم بالوجدان/ وصفّا لنا كل صفّ موطنّا/ نحنا لبيت الموهبة عنوان/ صوتا وصداها بإسمنا تكنّا/ الشمس اللي شعّت ضوّ عالأكوان/ بقلب السّفير تعلّمت عنّا".
ناصر الدين
وألقى مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين كلمة توقف فيها عند خصوصية هذا اللقاء "لنحتفل بروح تنبض في هذه الثّانويّة، روح الإنسان الحرّ المسؤول". وقال:" مدرستنا ليست مكانًا لتقديم الدّروس فحسب، بل هي مختبر حياة، نحفظ فيه توازن الجسد والرّوح، توازن الفكر والمشاعر. وظيفة المدرسة – وهذه هي وظيفة ثانويّتنا – رحلة نحو إنسان متوازن يفرح بالمعرفة والإنتاج كما يفرح بالحياة".
وأضاف:" نجدّد العهد معاً: أن تبقى "السّفير" منارة علم وصحّة وحياة متكاملة، حيث الطّالب يتعلّم ليحيا وينتج، وحيث الأستاذ يعلّم لأنّه يحبّ الحياة. حين نرعى في المدرسة توازن الجسد والرّوح، توازن العقل والعاطفة فإنّنا نحفظ أجمل ما في الإنسان. وما أجمل ما في الإنسان؟ أن يبقى قادرًا على أن يحبّ؛ فالحبّ نور ومرقاة. كلّ عام وأنتم سفراء التّوازن، سفراء الحبّ، سفراء السّلام".
فقرة عزف و" أجمل صورة"
وتخلل الحفل معزوفة موسيقية على الناي قدمها الأستاذ قاسم كوثراني، وعرض فيديو صور" الشمس بعدستي" وإعلان نتائج مسابقة " أجمل صورة " مع الأستاذ نقولا نخلة. وعرض لقطات فيديو: "بتذكّرك بالخريف" تصوير الدكتورة رقيّة فقيه، "شايف البحر شو كبير" تصوير الأستاذة زينة وردي، وفيديو "نافورة السّفير" تصوير الدكتور سلطان ناصر الدّين.
وفي الختام قدم الدكتور ناصر الدين هدايا لأفراد الهيئة العامة والعمال والسائقين في الثانوية وللزميل رأفت نعيم.
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتيوم طبي مجاني شامل في مغدوشة بالتعاون مع "منظمة مالطا"
أقامت بلدية مغدوشة بالتعاون مع "منظمة مالطا لبنان" ومؤسسات يوماً طبّياً مجانياً في "مجمع جورج وجانيت…
يوم صحي في جمعية رحيم بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني
واصلت "جمعية رحيم" بالتعاون مع "الصليب الأحمر اللبناني"، تقديم خدماتها الصحية، حيث نظمت يومًا صحيًا…
تكريم لما الكلش في منتدى التعليم ما قبل الجامعي تقديرًا لريادتها ودورها في ترسيخ القيم التربوية
في إطار المنتدى السنوي للتعليم ما قبل الجامعي، كرّمت مؤسسة قطر نخبة من المعلمين…