ياسمين تتسلق قمة «كلمنغارو» بقدم صناعية

بإرادة قوية وعزيمة وإصرار استطاعت ياسمين النجار (24 عاماً) أن تقهر المستحيل وتجتاز التحدي الكبير، وتحقّق حلمها بالصعود إلى أعلى قمة جبل في العالم بساق صناعية.

في عمر 3 سنوات كانت ياسمين من بلدة بورين جنوبي نابلس في الضفة الغربية تلعب مع إخوتها في ساحة منزلهم خلف بوابة حديدية، وإذا بشاحنة ثقيلة تصطدم بالبوابة وتسقطها فوق ساق الطفلة، وبعد أيام تقرر بتر ساقها اليمنى حتى منطقة ما فوق الركبة. لم تعرف ياسمين لليأس طريقاً في حياتها، ولم تستسلم لإعاقتها، بل أكملت تعليمها الجامعي، واستمرت في ممارسة هوايتها في تسلق الجبال وبلوغ القمم، لتثبت للجميع أن تحقيق الأحلام لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام.

مغامرة كلمنغارو

تعرفت ياسمين عام 2006 إلى جمعية إغاثة أطفال فلسطين، وساعدتها على السفر إلى الخارج لتركيب طرفين صناعيين في مراحل نموها المختلفة. وفي 2013 اقترحت عليها الجمعية المشاركة في فعالية لتسلق جبل كلمنغارو أعلى جبل في أفريقيا، ورابع أعلى قمة في العالم، حيث يرتفع عن مستوى سطح البحر 6 آلاف متر.

في حديث لـ «البيان»، تقول ياسمين: استقبلت الفكرة بشغف كبير ورغبة في تحقيق نجاح يخلّد اسمي واسم بلدي، ولم التفت حينها إلى مدى المعاناة التي سأواجهها في التسلّق، كل همي فقط أن أعيش روح المغامرة، وكلمة كلمنغارو كانت بالنسبة لي بداية الانطلاق لطريق النجاح والتميز.

في العام 2014 نجحت ياسمين في صعود قمة «كلمنغارو» عبر طريق وعرة وظروف جوية متقلبة ومنحدرات سحيقة. وبعد رحلة استمرت ثمانية أيام وصلت النجار والفريق الداعم لها إلى قمة الجبل، ورفعت علم فلسطين عالياً.

طموح

رغم الصعوبات التي واجهت ياسمين في صعود كلمنغارو، إلا أن ذلك قد لا يوازي حجم المخاطر التي قد تواجهها على قمة إيفرست، التي كان من المقرر أن تخوض تجربة تسلقها في مارس الماضي إلا أن جائحة «كورونا» حالت دون ذلك. وتؤكد ياسمين أنها ماضية في تحقيق حلمها وطموحها في صعود قمة إيفرست قريباً.

رام الله - عزيزة ظاهر