السودانيون مستمرون بالإعتصام حتى إجلائهم المعاناة كبيرة والتجاهل يتواصل...
سمار الترك
أزمة العمّال السودانيون لم تجد لها حلاً حتى الساعة، بالرغم من الصرخات التي يطلقها العمال، الذين ما يزالون يفترشون الأرض أمام سفارة بلادهم في بيروت طلباً للمغادرة، نظراً لتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية في لبنان.
هم لم ييأسوا من رفع اللافتات التي تطالب بحقوقهم، مناشدين الدولة السودانية إجلاءهم من لبنان حيث هم عالقون في ظلّ معاناة إنسانية كبيرة يعيشونها يومياً.
ومن أبرز ما كتب في اليافطات: «كرامتنا في خطر، ننام في الشوارع ونأكل مما يجود به أصحاب الضمائر».
باختصار، الإحتجاجات أمام السفارة السودانية تحوّلت إلى اعتصامٍ دائم، بالإضافة إلى اعتصام آخر في منطقة بئر حسن، وذلك بانتظار أن ترتب اللجنة العليا للطوارئ الصحية إجلاء جميع العالقين.
كيف هو الواقع؟
لتسليط الضوء على أوضاع السودانيين العالقين، توجّهت «اللواء» إلى مكان الإعتصام والتقت عددا من العمال الذين يودّون مغادرة لبنان وهم ما يزالون ينتظرون عملية الإجلاء.
الوضع متدهور
{ محمد عبد المقصود، يقول: «نحن نعاني الكثير من الظروف الصعبة التي لم يعد بإمكاننا تحمّلها، لذلك قررت أن أعود إلى السودان لأن الوضع هنا متدهور نسبة للضائقة الاقتصادية، خصوصا وأن العديد من القطاعات استغنت عن مئات من العمال، ولا سيما بعد انخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، الأمر الذي أوصلنا إلى ظروف صعبة جدا.
لم يعد باستطاعتنا تأمين لا الطعام ولا الدواء، نحن نتكل على بعض المساعدات التي تأتي من هنا وهناك كي نتمكن من الإستمرار في ظل هذا الواقع المرير، ليس هناك من حل سوى بمغادرتنا وعودتنا إلى السودان».
الإعتصام مستمر
{ سيد أحمد، بدوره يقول: «هناك ما يقارب الثلاثة آلاف شخص عالقين في بيروت الذين ينتظرون مغادرة البلد، لكن حتى الساعة ليس هناك أية بوادر.
لذلك، نحن سنبقى معتصمين إلى أن يتم حل قضيتنا، حاولوا في السابق أن يفضّوا اعتصامنا لكن كنا لهم بالمرصاد.
وهنا، إسمحي لي أن أتوجه بالشكر إلى وزارة الداخلية اللبنانية التي تفهّمت وضعنا وحرصت على أن تعيّن لنا دورية على مدار الساعة لحمايتنا (أي المعتصمين).
في المقابل، هناك أخبار يتم تناقلها، مفادها أن السفارة السودانية تشترط دفع مبلغ 300 دولار مقابل عملية الإجلاء، بالإضافة لضرورة دفع تذاكر السفر، لكنني لا أستطيع أن أؤكد ذلك فالمسألة ما تزال مجرد معلومات غير دقيقة؟
لكن ما أستطيع أن أؤكده أن سفارة السودان في لبنان لا تقوم بدورها تجاه مواطنيها حتى أنهم يرفضون لقاءنا بهم للإستفسار عن موعد الإجلاء».
الغالبية تودُّ المغادرة
{ عبد الجبار، يقول: «مع الأسف، مئات السودانيين باتوا اليوم في الشارع بعدما خسروا عملهم نتيجة الأزمة الإقتصادية والنقدية والمعيشية في لبنان.
هناك من طُرِدَ من عمله سواء من السوبر ماركت التي كان يعمل بها أو من المحلات التجارية..
الغالبية تودّ المغادرة، وأنا منهم لأنّ الراتب الذي نتقاضاه بالليرة اللبنانية يصل إلى 800 ألف كحدّ أقصى، أي نحو 90 دولاراً أميركياً بعدما تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء عتبة الـ 8 آلاف ليرة، وبالتالي لم يعد يوفّر لنا هذا المبلغ حتى الطعام في ظلّ ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، وكذلك بدلات الإيجار التي ارتفعت بحيث لم يعد بإمكاننا أن ندفعها، الأمر الذي أوصلنا للمبيت في الشارع».
لم يعد أمامنا سوى الإعلام
{ عوض الله النوراني، يقول: «المؤسف أن السفارة السودانية تماطل جداً في طريقة تعاملها معنا باعتبارنا عمّالاً وفقراء، وهي بالتالي لم ترفع أية تقارير بهذا الصدد إلى وزارة الخارجية السودانية كي تعلمهم بأوضاعنا
لذلك لم يكن أمامنا سوى الإعتصام كي نوصل مطالبنا وننقل معاناتنا من خلال الإعلام، الذي وحده يمكنه إيصال صرخاتنا على أمل أن نتمكن من مغادرة البلد قريبا والعودة إلى السودان ولا سيما بعد أن فتح مطار رفيق الحريري أبوابه».
المشكلة ليست في لبنان
تجدر الإشارة، إلى أن مصدرٌ في وزارة العمل اللبنانية، لفت إلى أن وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال لميا يمّين دويهي، كانت قد تابعت القضية مع المراجع المعنية والمنظمات المدنية، لكنّ المشكلة ليست في لبنان بل من جانب السلطات السودانية والسفارة السودانية.
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتقلق ورسالة حزينة.. ابنة هيفا وهبي تحاول إنهاء حياتها
انتشرت في الأيام القليلة الماضية أنباء عن إقدام زينب فياض ابنة الفنانة هيفا وهبي على…
انس وزينة محتوى وتاثير مع تفاعل جماهيري واسع !
بدأت رحلة هذا الثنائي الرائع عام ٢٠٢٢ في فترة كورونا حين قرروا خوض تجربة صناعة…
90 طائرة خاصة و30 قاربًا مائيًا».. تفاصيل «زفاف القرن» لثالث أغنى رجل في العالم
يستعد نجوم السينما والأعمال، لحضور حفل «زفاف القرن»، الذي يجمع مؤسس شركة أمازون، الملياردير الأميركي،…