الـ"كورونا" مش مزحة... كم فقدنا من أحبّة

أن يصل عدد المصابين بجائحة "كورونا" في لبنان إلى معدّل أربعة الآف يوميًا، مع عدد لا يُستهان به من الوفيات، أمر يدعو إلى اليقظة والتنبه وعدم أخذ الأمور بخفّة وعلى أساس أن هذا الفيروس قد يطاول الغير وليس نحن، مع العلم أن هناك من يتحدّث عن أرقام خيالية ويقولون أن عدد الإصابات سيصل إلى عشرة الآف.
كلنا معرّضون للإصابة، وكلنا عرضة للإنتكاسة في أي لحظة إستهتار وإستلشاق وعدم أخذ الأمور على محمل الجد، خصوصًا أن المستشفيات وصلت إلى مرحلة عدم الإستيعاب وإلى وضع يدعو إلى القلق وإلى الخو،وهذا ما حاول أن يقوله الطبيب فراس أبيض عندما قال أن ينجو من هذا الوباء يكون حظّه جيدًا. أما من يُصاب فليس له سوى رحمة ربّه، وهو كلام خطير يأتي على لسان من يعاين يوميًا ما يحصل في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ومدى صعوبة الحالات التي تصل إليه.
أمام هذا الواقع المأسوي كان يُفترض أن تتخذ إجراءات جذرية ونهائية بالنسبة إلى الإقفال التام والشامل وعدم توسيع مروحة الإستثناءات، بغض النظر عن وضع عدد لا يُستهان به من الناس المياومين، الذين إن لم يعملوا يوميًا لا يستطيعون تأمين قوت عيالهم. وهنا يأتي دور الدولة المفترض بها أن تؤّمن معاشات لهذه الفئة من المواطنين، الذين يفضّلون الإصابة بهذا الفيروس الفتاك على أن يموتوا هم وأولادهم من الجوع.
كان يُفترض بهذه الدولة غير الواعية لخطورة الأمر أن تحتاط لكل الإحتمالات وألا تضطر للجوء إلى إتخاذ خطوات إستلحاقية غير مدروسة وإرتجالية، وأن تكون متشددة في قمع المخالفات، لأن الأمر مش مزحة وهو يطاول حياة الناس وصحتهم، وإن كان من حقّ بعض القطاعات الحيوية المطالبة بإستثناء العاملين فيها كقطاع الإعلام، الذي هو أساسي في المساهمة في مكافحة هذا الفيروس أو المساهمة في حملات التوعية، إلى جانب مهمة الأعلامي في نقل أخبار أهل السياسة إلى الجمهور وإطلاعهم على آخر الاخبار عن الـ "كورونا" والإجراءات المتخذة، وعن أخبار تشكيل الحكومة المتعثرة، في الوقت الذي تحتاج البلاد إلى مثل هكذا حكومة، وليس حكومة تصريف أعمال، التي لم تعرف أن تتخذ القررات الصحيحة عندما كانت أصيلة فكم بالحري اليوم، وهي مسؤولة وغير مسؤولة، وتدخل البلاد في فوضى ما بعدها فوضى، لأن القرارات الصعبة تحتاج إلى حكومة تكون في مستوى التحديات الكثيرة التي يواجهها الوطن، خصوصًا في هذه الظروف الإستثنائية، التي تحتاج أيضًا إلى حكومة إستثنائية وغير مرهونة بقرراتها إلى أي جهة، داخلية وخارجية.
إلاّ أن الكلام الذي يقال من هنا ومن هناك لا يوحي بإمكان التوصل قريبًا إلى ولادة طبيعية لحكومة "المهمة"، التي يبدو أنها سقطت بعد المؤتمر الصحافي للنائب باسيل، الذي أوحي بأنه يريد حكومة سياسيين، وهو قصد بكلامه إحراج الرئيس الحريري تمهيدًا للإخراجه، بعدما ثبت إستحالة المساكنة معه.
على أي حال فإن توسّع فيروس "كورونا" بهذا الشكل المخيف قد يقضي على أي أمل بإمكان أن يكون في لبنان حكومة، وهذا ما يحاول البعض تصويره آخذًا هذا الوباء حجّة فوق حجّة لإبقاء البلد من دون حكومة ومعطّلًا ومشلولًا.
لنا أحبة كثر فتك بهم هذا الفيروس القاتل، وآخرهم مسعود الأشقر، وكان سبقه جورج بشير ورمزي النجار، فيما لا يزال زملاء أعزاء يعانون من هذا المرض. شفاهم الله.
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتتعرفوا على أهم فوائد وأضرار ملح الليمون على الصحة العامة
ينتمي ملح الليمون أو المعروف بحمض الستريك إلى عائلة الأحماض الضعيفة، ويتواجد هذا النوع من…
ما الذي يحدث للجسم عند تناول التين المجفف مع زيت الزيتون؟
إن الجمع بين التين المجفف وزيت الزيتون يخلق علاجًا طبيعيًا قويًا تم استخدامه لقرون في…
الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب
يبدو أن كوبًا من الشاي مع قطعة من الشوكولاتة الداكنة لا يمنح فقط شعورًا بالراحة،…