![]() |
عندما يتعلق الأمر بالصحة أيهما أفضل: القهوة أم الشاي الأخضر؟ |
![]() |
يُعد الشاي المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء، لكن القهوة هي الأخرى تحظى بشعبية لا تقل عنه، ففي الولايات المتحدة وحدها يستهلك أكثر من 85٪ من البالغين حوالي 180 ملليغرامًا من الكافيين يوميا، وهو ما يوفره فنجانان من القهوة. ولأن معظم الناس يستهلكون القهوة والشاي الأخضر، المستحضر من زهور الـ"كاميليا سينينسيس" (Camellia sinensis)، لمذاقهما المميز وفوائدهما الصحية المحتملة، نقدم هذه المقارنة العلمية بين فوائد وسلبيات كل منهما، بالإضافة إلى الطرق الصحية لتحضيرهما. الكافيين في القهوة أكثر من 3 أضعاف وهو من أكثر المواد التي خضعت للدراسات، بسبب آثاره الصحية الإيجابية المتعددة، والتي تشمل تعزيز مستويات الطاقة واليقظة والانتباه، وخفض الإرهاق الذهني والبدني، وزيادة التحكم لدى الشباب في أوقات الغضب، ورفع الأداء في أثناء التمارين، وتحسين الذاكرة والمزاج. كما تشير الدلائل أيضا إلى أن للكافيين تأثيرات وقائية على صحة الدماغ، تقلل من خطر الإصابة بالخرف والأمراض الانتكاسية الأخرى، وذلك رغم أن العلماء ما يزالون يحتاجون إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار المحتملة للكافيين، وخصوصا من ناحية علاقته بخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أو زيادة مستويات السكر في الدم. وبحسب الأبحاث، فإن تناول 400 ملليغرام من الكافيين يوميا يعتبر آمنا للبالغين، لكن المعدل المسموح به للمراهقين ينخفض إلى 100 ملليغرام يوميا، أما الأطفال فلا يسمح لهم بأكثر من 2.5 من الملليغرام لكل كيلو غرام من وزنهم في اليوم. الشاي الأخضر ينفرد وذلك رغم أن التأثيرات الإدراكية المفيدة للكافيين قد تظهر بشكل أسرع من الثيانين، لأن سرعة امتصاص الكافيين تكون أكبر. وفي الوقت الذي تشير فيه الدلائل إلى أن الشاي الأخضر مرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والسكري والاكتئاب، فإنها تُظهر أيضا أن للقهوة دورا في انخفاض معدل الوفيات بأمراض القلب. فوائد صحية مشتركة كما يشتركان أيضا في المساعدة على فقدان الوزن، من خلال تأثير "حمض الكلوروغينيك" (CA) في خفض الأنسولين والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، والتقليل من إفراز هرمون الجوع "اللبتين"، وزيادة حرق السعرات الحرارية، وانخفاض الدهون الحشوية المخزنة داخل البطن، ومن ثم خسارة الوزن. وإن الإفراط في شربهما قد يؤدي إلى "الإجهاد التأكسدي"، وهوعملية ضارة يمكن أن تؤثر سلبا على الصحة، كذلك قد يؤدي إلى المرض وتسريع الشيخوخة. سلبيات محتملة على الرغم من أن كل من القهوة والشاي الأخضر معروفان بفوائدهما، لكن هذا لا يمنع أن يكون لهما بعض العيوب، وخصوصا عندما تزيد المكونات المضافة -كالمُحليات والمُبيضات والمُنكهات- من السعرات الحرارية والسكر في المشروب بشكل كبير. حيث تُظهر الأبحاث أن القهوة أو الشاي المُحليان من بين الأطعمة التي تساهم في زيادة تناول السكر لدى البالغين في الولايات المتحدة، وهو ما يرتبط بزيادة الوزن، وأمراض القلب، وتسوس الأسنان ومرض السكري من النوع الثاني. ومع أن الكافيين يُعد مفيدا، إلا أن استهلاك الكثير منه قد يؤدي إلى آثار جانبية سلبية، كالقلق واضطرابات النوم، وذلك بحسب الدلائل التي تشير إلى أن إدمان الكافيين (أكثر من 400 ملليغرام يوميا)، قد يؤدي إلى تفاقم أعراض اليقظة والأرق، وصولا إلى معاناة الانسحاب منه، والتي تجعل بعض الأشخاص يستمرون في تناوله بكثافة رغم تعرضهم لتأثيرات ضارة. بالإضافة إلى أن هناك أدلة على أن الزيوت الموجودة في القهوة، مثل "الكافستول" و"الكهويل"، قد تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم. علما أن استخلاص الكافستول من القهوة يعتمد على طريقة التصنيع ووقت التحميص، فالقهوة غير المفلترة -مثل القهوة التركية- تنتج من 3 إلى 6 ملليغرامات كافستول في الكوب الواحد. 5 نصائح للتحضير استخدم مرشح القهوة، فالمرشحات الورقية تساهم في تقليل كمية الكافستول التي ترتبط بزيادة الكوليسترول في الدم. أيهما أفضل؟ ويبقى في النهاية تحديد أيهما أفضل يتوقف على الاحتياجات الخاصة لكل شخص. |