مسرحية " ألاقي زيك فين يا علي" في مركز معروف سعد في صيدا

ألهبت الفنانة المسرحية رائدة طه مشاعر الحاضرين في مركز معروف سعد الثقافي أثناء عرضها لمسرحية " ألاقي زيك فين يا علي" من إخراج المخرجة لينا أبيض.
رائدة طه التي قدمت مسرحية على طريقة المونودراما، أخرجت مشاعر رافقتها طوال سنوات بعد استشهاد والدها  الفدائي علي طه في عملية نفذها عام 1972 أثناء قيامه مع عدد من المقاومين بخطف طائرة من مطار اللد. هذه المشاعر شاركتها الجمهور الذي تهافت لحضور عرضها الشيق، وأرادت من خلال تقديمها هذا العمل تسليط الضوء على حياة أهالي الشهداء الذي يعانون فقدان من كان عزيزاً على قلوبهم.
هو عمل له أبعاد إنسانية شيقة. ولعل ما ساهم في نجاحه هو تجربة الفنانة رائدة طه الواقعية التي عاشتها والتي نجحت في التعبير عنها خلال ساعة وربع على الرغم من تقديمها العمل بشكل منفرد، إلا أنها نجحت في أسر الحاضرين إلى مربعها الذي تعيشه والذي تعلوه الراية الوطنية والانتماء لفلسطين. 
مسرحية "ألاقي زيك فين يا علي" عرضت في مركز معروف سعد الثقافي بحضور حشد من المهتمين   والشباب. من كتابة وتمثيل رائدة طه، وإخراج لينا أبيض، ورافقهما مجموعة من الشباب مسؤولي الإضاءة وهندسة الصوت.
" ألاقي زيك فين يا علي" هي قصة سلطت الضوء على الوضع النفسي الذي تعيشه العائلة بعد فقدانها لأحد أفرادها. وهنا كانت قصة علي رب الأسرة الشهيد الذي خاض عملية بطولية بخطفه لطائرة عام 1972 من مطار اللد، تاركاً وراءه زوجة في العقد الثاني من عمرها، وأبناء أكبرهم يبلغ عمره سبعة سنوات، وأصغرهم ثمانية أشهر، لينطلق في مشواره الوطني الفدائي إيماناً منه بأنه الوطن هو القضية الأسمى. 
هي مسرحية نابعة من تجربة شخصية للكاتبة. وتؤكد طه أنه حلم قديم سعت إلى تحقيقه والتعبير عنه لهذا قامت بكتابة قصتها في ظل غياب الأب الفدائي المقاوم الذي ترك وراءه عائلته ليلتحق بنهج وطني حلم من خلاله تحرير فلسطين واستعادة القدس من أيدي الاحتلال الغاصب. كما تناولت علاقتها بالراحل أبو عمار وعائلات الشهداء وأبنائهم، ورحلتها إلى فلسطين إلى منزل عمتها والحصول على جثمان والدها ودفنه في الأراضي المحتلة.
وأكدت طه أن انطلاقة عرض هذا العمل كات من بيروت من مسرح بابل، كما تم عرضه خارج لبنان. وفريق العمل بصدد التحضير لجولة في الدول العربية والأوروبية في الأيام القادمة. وأكدت على أهمية عرض هذه المسرحية في الجنوب اللبناني وفي صيدا وبخاصة في المخيمات لما لهذه المسرحية من معان   تلامس مشاعر الشعب الفلسطيني ورغبته في العودة. كما أكدت أنها طه  بصدد التحضير لعمل جديد  مستنبط من الواقع الذي يعيشه المواطن لما لهذا النوع من الأعمال من أهمية في ملامسة الحياة والوصول إلى الناس بشكل أسرع.
المخرجة لينا أبيض أثنت على حرارة الاستقبال الذي شهده فريق مسرحية "ألاقي زيك فين يا علي" في صيدا بخاصة في مركز معروف سعد الثقافي. وقالت:" هذا العمل كان له صدى كبير في العالم العربي. وهو يتناول الشهيد وعائلته والمعاناة التي تلحق بهم جراء التضحية الكبيرة التي يقدمها المقاومون فداء للوطن. ورحبت أبيض بفكرة خروج المسرح من بيروت ليعرض في أكثر من منطقة في الشمال والجنوب. مؤكدة أنها تفضل العمل في مواضيع ترتبط بالواقع بخاصة إن كانت هذه الأعمال متعلقة  بفلسطين والمرأة المعنفة. وشكرت مؤسسة قطان وبرنس كلاوس على تمويلهما للجولة التي يقوم بها فريق عمل مسرحية :" ألاقي زيك فين يا علي".