صور «أميرة المدن الجنوبية»... مدينة سياحية بإمتياز
«شارع المشاة»... يزدحم ليلاً بالمواطنين ويجذب السيّاح الأجانب والمغتربين
ثريا حسن زعيتر
لم تمنع الظروف الأمنية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، من مثابرة المواطنين على تخطّي العقبات لدفع عجلة الاقتصاد والسياحة قُدماً إلى الأمام، وتوفير المناخ الهادئ والمريح وسط صخب السياسة والاختلافات، حيث تسعى كل منطقة في لبنان إلى إيجاد أجواء الارتياح لإسعاد بعضهم البعض من خلال احتفالات أو نشاطات ترفيهية أو افتتاح مراكز للتسلية...
ومدينة صور «أميرة المدن الجنوبية» لا أحد ينافسها على موقعها السياحي، نجحت الآن أيضاً في تحويل مشاريعها لإستقطاب السياح العرب والأجانب، لا سيما وأنها محط أنظار ضباط وعناصر «قوات الطوارئ الدولية» الذين يعتبرونها «مدينة الحياة»...
فالمدينة التاريخية، باتت سياحية بإمتياز، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة والركود، إلا أنها ما زالت تحافظ على آثارها الرائعة وشاطئها المميّز، وتعيش حالة حضارية جديدة، حيث دخلت في «سياحة الهواء الطلق» الذي لا يخفت صوتها إلا بُعيد الفجر مع الصيادين وشباكهم التي تأتي بأجود أنواع الأسماك، وهواة السباحة صباحاً...
افتتح مؤخراً كورنيش بحر صور المعروف بـ «جادة الرئيس نبيه بري»، حيث حوّل إلى شارع للمشاة، تستقطب نشاطاته أضخم المؤسسات السياحية، ويجذب السياح الأجانب والمغتربين... يزدحم ليلاً، ويكون ملجأ لكل هارب من همومه اليومية، كأن الحياة مفتوحة لا حدود لها في هذا الشارع، ليلاً يعيش أطفال صور حياتهم بفرح، حيث تجد من يرسم على وجههم، ويضحك معهم، ويغني على الشاطئ، والكبار من الزائرين يلعبون الورق مع النرجيلة ومنهم من يصطاد السمك، فتستمر الحركة فيه التي لا تهدأ حتى الفجر...
فكرة الشارع
يخيّل لزائر «شارع المشاة» في صور كأنه يجول في مدينة اسطنبول التركية، فالشارع مع جمال الليل والبحر، يشاهد تلألأ الأضواء على أنغام الموسيقى المتنوّعة القديمة والحديثة، فيتمتع بما يشاهده ويسمعه، فهنا يعلو صوت المطرب راغب علامة من إحدى الاستراحات، وفي مكان آخر نشيد حزبي يصدح من سيارة، فهذا المشهد قلّما نشاهده إلا في هذه المدينة التي كانت وستبقى «مدينة الحياة والتعايش» بكل أطيافها وألوانها السياسية.
{ رئيس «جمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية» علوان شرف الدين قال: «إن فكرة «شارع المشاة» أطلقتها الجمعية العام الماضي بمباركة بلدية صور عند «جادة الرئيس نبيه بري» بعد الحصول على تواقيع قسم كبير من أصحاب المؤسسات السياحية والمواطنين القاطنين في الشارع، تحاكي تطلّعات الناس لناحية توفير مساحة آمنة بعيدة عن صخب السيارات وضجيجها، ومن ناحية أخرى كوّنت حافزاً لاستنهاض الحركة السياحية في مدينة صور».
وأضاف: «هذا المشروع الذي افتتحه وزير السياحة ميشال فرعون، شكّل بنشاطاته المتنوّعة موسماً سياحياً واعداً أكّده التوافد بأعداد كبيرة وحاشدة للكثيرين من جميع المناطق دون تمييز، لتكون محطتهم الأسبوعية على شارع المشاة الذي يحمل بمضمونه أهم النشاطات، مع ترك فسحة لتسلية الأطفال بالمسابقات المتنوّعة والألعاب الترفيهية المختلفة، وعبر البرامج المنظمة من قبل إذاعة وموقع «صوت الفرح»، حيث استقبلت ألمع الشخصيات في استديو خارجي في طليعتهم: الإعلامي جورج قرداحي، الممثل عمار شلق وغيرهما، الأمر الذي يزيد من حيوية الشارع ويستقطب المزيد من الزوار».
وختم شرف الدين: «إن التواجد المتزايد للزوار، أظهر مدى محبة الناس وتعلّقهم بمدينة صور، ولا يمكن القول بعد هذه التجربة الناجحة على مدى سنتين، إلا أن شارع المشاة هو شارع المحبة والفرح، وخاصة إننا نملك شارعاً مطلاً على البحر والجبل، وفي الوقت نفسه هناك مطاعم ومقاهي وفنادق، فالواجهة التي يمتلكها كان من المفترض أن تتحوّل إلى سياحية بامتياز».
ظاهرة وسعادة
{ زينب شما، كانت تقوم بـ «كزدورة» مع أصحابها، قالت: «إن هذا المشروع جعلنا نستمتع بوقتنا، إذ نتحرك بحرية ونمارس النشاطات من دون خوف ولا قيد، كنا بحاجة إلى هذا الشارع كي نرتاح من هموم وضغوطات الحياة... نحن في صور نحب الحياة، ومن حقنا العيش بسعادة بعيداً عن المشاكل التي ترافقنا كل يوم، إن من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث شكّل هذا الشارع عامل استقرار نفسي لكثير من روّاده، وصور كانت متعطشة لهكذا نوع من المشاريع الضخمة في هذا الشارع الأكثر حيوية في المدينة».
فكرة جديدة على مدينة صور، صحيح أن صور مدينة للحياة والحرية، ولكن بعد افتتاح الشارع أصبحت أجمل بكثير، وقد استطاع الناس أن يتأقلموا مع هذا الشارع بسرعة، حتى أصحاب المحلات بدأوا يزيدون من عوامل الجذب، واستطاعوا تحقيق نتيجة تضاهي «وسط البلد» في بيروت، بل أكثر».
سهر... وفرح
{ أما «أبو إبراهيم»، الذي يبيع إكسسوارات وذهب برازيلي عند الكورنيش، فقال: «إن مدينة صور استعادت مجدها، باكتظاظها بالمواطنين، وباتت مقصداً الجميع للترفيه والتمتع بشاطئها ومراتعها السياحية، ففي الليل يأتي العشاق والأزواج ليقضوا سهرة جميلة في المقاهي والمطاعم، حيث تفيض بالشباب والصبايا ويملأون المكان فرحاً وطرباً ويرقصون على أنغام جعلت من صور شبيها بـ «داون تاون» - بيروت».
وختم: «عندما يقصدني الزبائن أشعر بفرح كبير، فيأتي الزوج ليشتري عقدا لزوجته، وكذلك العاشق، فيأتيني شعور بأن صور الرائعة، باتت تنافس بيروت وزحلة بالحب والجمال، فشمس صور لا تغيب إلا لتعلن أن بعد غياب شروقها... سواد جميل مليء بالألوان الفرحة وألحان شوارعها تعزف على المارين أجمل الأغنيات».
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتمقتل فنان مصري على يد زوج طليقته
قتل الفنان المصري سعيد مختار البالغ من العمر 56 عاما، على يد زوج طليقته في…
"أكبر من أن تُنقل بتقرير"… ليال الاختيار تهزّ الرأي العام برسالة من السودان
تواصل الإعلامية ليال الاختيار نقل مشاهداتها من السودان حيث تحتدم الأزمة الإنسانية بعيدًا عن عدسات…
الملكة رانيا تنثر روح الميلاد في عمّان… زيارة دافئة للأطفال بإطلالة عصرية لافتة
نشرت الملكة رانيا على حسابها الرسمي في إنستغرام مجموعة صور وثّقت من خلالها زيارتها لجمعية…








