طب الأسنان يختلف عنه بين الأمس واليوم

طب الأسنان يختلف عنه بين الأمس واليوم

بقلم سمار الترك

الوقاية بالتنظيف 3 مرات في اليوم ومراجعة الطبيب كل 6 أشهر
إلتهاب اللثّة يؤدّي إلى رائحة بالفم ونزيف وأمراض أخرى..
الكثير منّا يصبر على الألم لأنه يرتعب من زيارة عيادة طبيب الأسنان، فيرتعد من فكرة أنّه سيفتح فمه ويتركه تحت رحمة الإبرة و«الخِر بِر»، فيظل ساكتاً متألّماً إلى أنْ يشتدّ عليه الألم، ويأخذ به كل مأخذ، فيضطر عندها أنْ «يجرجر» قدميه نحو الطبيب ليتخلّص من فظاعة الألم، لكن هل في يوم من الأيام سألت نفسك كيف ستتصرّف إذا ما داهمك ألم الأسنان؟ أو كيف ستتصرّف في حال لم تجد طبيب الأسنان أو تهيّبت الذهاب إليه؟
الجواب يتمثّل بالحل الوحيد ألا وهو زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر للقيام بمعاينتها منعاً لتدهور وضعها والمحافظة على سلامتها، لا سيما أنّ أمراض الفم متعدّدة بدءاً من التهاب اللثة مروراً بتسوّس الأسنان وغيرها وغيرها...
لتسليط الضوء على كيفية المحافظة على أسنان سليمة ومعرفة أسباب التهاب اللثة، وأهمية زراعة الأسنان وسُبُل اعتماد ابتسامة «هوليوود» وتبييض الأسنان، التقت «اللواء» الأخصائي في طب الأسنان وتجميلها د. أمين حلاق الذي تحدّث بكل إسهاب ودقة عن هذا الموضوع، فكان الحوار الآتي:
{ بداية كيف تقيّم طب الأسنان ما بين الأمس واليوم؟
- «طب الاسنان مرَّ بمراحل عدّة، بالأمس كان طب الأسنان عبارة عن وجع قوي، بينما الآن فإنّ طب الأسنان لا يقتصر على الوجع، إنما بات يشمل أشياء كثيرة، بمعنى أشياء تعويضية، كالأسنان غير البارزة نبرزها، الابتسامة التي نعرف بأنّها مدخل الإنسان، بمعنى أنّنا حينما ننظر إلى شخص معيّن أوّل نظرة تكون نحو فمه وابتسامته، لأنّ الابتسامة هي التي تجذب.
لذلك فإنّ أبحاث طب الأسنان موجّهة اليوم نحو التحفّظ على كل جزء جيدة من السن ليحافظ عليها، بينما في الماضي كانت المسألة فقط تقتصر على إزالة الوجع، أما الآن فطب الأسنان هو عبارة عن المحافظة على الأسنان بشكل عام، وعلى كل ما يحيط بها، اللثة وأشياء صحية أخرى تؤثّر على الأسنان، كل هذه الأمور يجمعها طب الأسنان وبات لها حلول مع مرور الوقت».
أسباب نزيف اللثة؟
{ بما أنّك تحدّثت عن اللثة، دعنا نتحدّث عن أسباب نزيف اللثة؟
- «النزيف في اللثة عبارة عن التهاب يؤدّي الى تكوّن طبقة كلسية تكون غير مرئية في البداية، ومن ثم تصبح مرئية مع مرور الوقت ومع عدم المعالجة، يؤدي هذا الأمر الى رائحة بالفم وإلى نزيف. ومن الأسباب وضعية الأسنان في الفم، فهناك اسنان وضعيتها لا تسمح بمرور الخيط بينها، وهذه الوضعية للأسنان تعلق عليها كمية طعام أكثر من الاسنان التي تكون وضعيتها جيدة.
كذلك، هناك عدّة أسباب منها العامل الهرموني والعامل الجيني، بالإضافة الى التقاليد والعادات... الدخان والنرجيلة. أيضاً، هناك مَنْ يعلكون القات في بعض الدول مثل اليمن وغيرها، كل هذه الامور التي نراها في مجتمعنا، والتي تؤدي الى ضرر على الجسم فهي أيضا تؤدي الى ضرر الأسنان. كما إنّ عدم المواظبة على تنظيف الأسنان والحفاظ على البيئة الفموية الصالحة تؤدي بدورها إلى النزيف في اللثة».
الأمراض وتأثيرها على اللثة
{ هل هناك أمراض محدّدة تؤثّر على اللثة؟
- «طبعا هناك السكري، أمراض الدم، هذه الأمراض هي من الأمراض التي تؤثّر على اللثة. وهنا إسمحي لي أن ألفت لمسألة هامة وهي أن الحمل لا يؤثّر على اللثة عكس ما يتصوّره البعض، بل إنّ اللثة هي التي تؤثر على الحمل. أي إن عدم اهتمام المرأة الحامل بلثتها هو العامل الأساسي، كما أن هناك دراسات أكدت أن هذه المسألة لها ارتباط بالولادة المبكرة، وبالتالي هناك أبحاث أخرى لعلماء بطب الأسنان أكدت بدورها على تأثير اللثة على مرض القلب».
كيفية الوقاية
{ كيف يمكن أن نؤمّن الوقاية؟
- «بإمكاننا أنْ نؤمّن الوقاية بدءاً من المنزل، وذلك من خلال المواظبة على تنظيف الأسنان 3 مرات في اليوم، صباحا وظهرا ومساء. وعلى الاقل مرة واحدة تنظيف بالخيط، بالإضافة الى «المضمضة» اليومية بالدواء الخاص والمتعارف عليه. هذا في ما يخص المنزل، إنما بشكل عام فإن كل شخص بحاجة لزيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر ليكشف على أسنانه وليقوم بعملية التنظيف وليرى ما إذا كان هناك من أسنان بحاجة للمعالجة، بذلك نضمن المحافظة على صحة وسلامة أسناننا».
عواقب الإهمال
{ في حال عدم الاهتمام بالأسنان واعتماد الوقاية المطلوبة، ما العواقب؟
- «كما سبق وذكرت لك فإنّ إهمال معالجة الأسنان ممكن أن يؤثّر على المرأة الحامل، وعلى القلب. وإذا أخذنا المسألة بالتدرّج، فإن إهمال الأسنان أو اللثة يؤدي الى تراجع العضل، وتراجع اللثة، ما يؤدي الى اهتزاز في الأسنان وتصبح هناك حاجة الى خلعها. وفي الحالات الأكثر إهمالا لا يعود هناك من أسنان صالحة للمضغ، وبالتالي فإن الاكل غير الممضوغ يدخل الى الجسم مما يؤثر على الجهاز الهضمي».
{ مؤخرا نلحظ أنّ هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون نوعا من الشدّ على الأسنان ولا سيما في الليل؟
- «طبعا، هذا الأمر يؤثر على اللثة، ويؤثر على عضلات الفك بشكل أساسي، لأن الأسنان تتواجد في بيئة تحيط بها اللثة والعضل، هذه البيئة قابلة للتغيّر، أي قوة تأتي على الاسنان فأول ما يتفاعل معها هي اللثة، هذا التفاعل يؤدي الى التهابات، وهذه الالتهابات بحاجة للمعالجة عند طبيب الاسنان بعدة طرق وذلك بحسب الحالة».
{ ما هي الطرق التي يمكننا استعمالها بهكذا حالات؟
- «بإمكاننا أن نضع أجهزة تخفّف من الشد على العضة، وأيضا هناك «البوتوكس» يحقن داخل عضل الفم، وهذه للحالات المتقدّمة، مثلا شخص «يكزّ» على أسنانه وغير قادر على ترك هذه العادة وتسبب له الأوجاع،هذه الحالة ربما تحتاج اللجوء الى الحل الاخير الذي هو «البوتوكس»».
زراعة الأسنان
{ ماذا عن زراعة الأسنان؟ وهل هي تناسب الجميع وكافة الأعمار؟
- «لا يمكننا أن نقوم بعملية زراعة الاسنان لكل الأعمار، نحن ننتظر الى أن يتكوّن العظم 100%، وتكون نسبة «الكالسيوم» عالية جدا، أي أنه علينا أن ننتظر الى ما بعد عمر الـ 18 سنة الى أن يتكون الفك ويكون العظم قويا، هذا بما يخص العمر.
أما في ما يخص موضوع أن كل الناس يمكنها زراعة أسنان، فإنّ التطوّر في طب الأسنان يحاول أن يوجد طريقة للزرع تبعاً لكل حالة. هناك حالات تكون كمية العظم قليلة جدا، فلا يمكنهم أن يقوموا بعملية الزرع لعدم وجود أرضية للزرع، إلا أنْ تطوّر العلم يحاول ولا يزال يسعى لتكوين عظم اكثر لكي يصبح هناك أرضية للزرع، وهم ينجحون بهذه المسألة».
{ هل صحيح أنّه بمجرّد أنْ يخلع المريض السن أو الضرس يمكنه أن يزرع، لا أن يبقى سنة ومن ثم يزرع؟
- «هذا بحسب الحالة، فإذا كان الضرس لا يمكن تعويضه وبحاجة للخلع، وجذره سليم والعظم المحيط به سليم يمكننا أن نخلعه ونزرع فورا. في المقابل، هناك أشخاص يكون عندهم حالات مرضية، أو مشاكل بالعظم، مثل ترقّق العظام بالدرجة القوية جدا، هؤلاء الاشخاص لا يمكننا أن ندخل معهم بمخاطرة الزرع، فنلجأ الى أساس قبل الزرع، نلجأ الى مختصين بالعظم كي نحصل منهم على معلومات عن هذا المريض، وبالتالي فإن التعاون ما بين طبيب الأسنان وطبيب العظام لهذا المريض هو الذي يحدّد لنا ما إذا كنا نستطيع أن نزرع أم لا».
{ ماذا عن مدّة زراعة الأسنان؟ وهل هي بحاجة للصيانة؟
- «مع تطوّر العلم تطوّرت زراعة الاسنان، إذ إنّهم أصبحوا يدخلون إليها مواد تستمر مع عمر الأسنان، وبالتالي فإن شركات زراعة الأسنان تعطي كفالة مدى الحياة. أما في ما يخص صيانة هذه الأسنان فإن متابعتها تصبح مثل السن العادي».
تبييض الأسنان
{ ماذا عن مسألة تبييض الاسنان؟
- «هنا المسألة معقّدة بعض الشيء عند الناس رغم أنّها بسيطة بشكل عام، إلا أن تبييض الأسنان يعود لأسنان معيّنة، مثلا أشخاص يتناولون الـ «تتراسكلين» عندهم لون أسنان لا يمكن تبييضها. لكن لون الأسنان العاجي هو من أفضل النتائج التي يؤديها التبييض، أما لون الأسنان الرمادي فلا يفيده التبييض، لذلك يفترض أن تتوافر للطبيب صورة واضحة عن الحالة، فإذا كانت هذه الحالة تتطلّب تبييضاً، والذي هو علاج تحفظّي للأسنان فهذه المسألة تندرج مع تبييض الاسنان».
{ ماذا عن الإبتسامة البيضاء أو ما تسمّى بابتسامة «هوليوود»؟
- «بالنسبة للابتسامة البيضاء فهي موضوع آخر، مؤخرا كل الناس وبالأخص في العالم العربي يطلبون الابتسامة البيضاء، وهناك عدة أنواع من التبييض، نوع يتم إجراؤه في العيادة في جلسة واحدة ويتم بطريقة indirect وهو السيراميك، ونوع يسمّى compasit. السيراميك يتم تصنيعه في المختبر، بينما الـ compasit يتم تصنيعه في العيادة.
لكن من الضروري أنْ نؤكد على أنّ تبييض الأسنان يجب أن يترافق مع لثّة نظيفة، فإذا كانت الأسنان البيضاء واللثة «تعبانة» سيكون الموضوع مزعجا جدا. لذلك، يُفترض أنْ يكون هناك تناسق بين كل الأشياء. بالنسبة لنا كأخصائيي تجميل فإن الضحكة ترتبط مع الوجه، ترتبط مع تعابير الوجه، وترتبط بلون البشرة ولون اللثة، هناك لثّة لونها زهر، ولثة مائلة الى اللون الاسود، ولثة لونها ابيض، مثلا إذا كان لون الأسنان أبيض واللثة سوداء لن يكون الشكل جميلا، أو إذا كان لون البشرة سمراء ولون الاسنان ناصع البياض لن يكون الشكل جميلا أيضا. تجدر الإشارة إلى أن الابتسامة الطبيعية هي الأكثر تداولا اليوم في العالم المتطوّر مثل أميركا وأوروبا».
{ هل من عمر محدّد لاعتماد الـ «هوليوود SMILE»?
- «حسب الحالة، بالنسبة للعلاج التحفّظي عندما يكتمل نمو الفك وتكون الأسنان كلها موجودة في الفك، أي عندما يكون نمو الأسنان مع العظم قد اكتمل يمكن للمريض أن يلجأ الى اعتماد هذه الإبتسامة».
{ تحدثت عن علاج «البوتوكس» في مسألة «كز» الأسنان، هل من حالات أخرى يعتمد فيها هذا العلاج؟
- «طبعا، إذا أتى مريض يعاني من وجع ويوجد تجاعيد في الوجه ويريد إجراء ابتسامة بيضاء، فإن هذه الإبتسامة لا تتناسب مع تجاعيد الوجه، هنا نكون بحاجة لتصحيح بعض الأمور في الوجه لكي تتناسب مع الاسنان البيضاء فنلجأ الى «البوتوكس» كي نملأ التجاعيد في الوجه. فـ «البوتوكس» هو مستحضر يستعمل لشلّ العصب المسؤول عن تصنيع هذه التجاعيد، هذا العصب نشلّه لفترة زمنية معينة تتفاوت بين 6 و 8 أشهر . وهنا لا بد من أن ألفت إلى أن ليس أي طبيب أسنان يمكنه القيام بعملية «البوتوكس» فهو يفترض أن يكون متخصصا بالتجميل».
{ ختاماً ما النصيحة التي توجّهها للقارئ؟
- بشكل عام أتمنى على كل شخص أنْ يهتم أولا باللثة، وبصحة أسنانه، وأن يراجع الطبيب كل 6 أشهر للمحافظة على صحة وسلامة أسنانه، وألا يترك حاله حتى آخر مرحلة، وألا يلجأ لعلاج التجميل على حساب صحة أسنانه.

 

الكلمات المخصصة لهذا المقال:
مجتمع

مقالات شبيهة

عرض جميع المقالات
تعرفوا على أهم فوائد وأضرار ملح الليمون على الصحة العامة

تعرفوا على أهم فوائد وأضرار ملح الليمون على الصحة العامة

ينتمي ملح الليمون أو المعروف بحمض الستريك إلى عائلة الأحماض الضعيفة، ويتواجد هذا النوع من…

ما الذي يحدث للجسم عند تناول التين المجفف مع زيت الزيتون؟

ما الذي يحدث للجسم عند تناول التين المجفف مع زيت الزيتون؟

إن الجمع بين التين المجفف وزيت الزيتون يخلق علاجًا طبيعيًا قويًا تم استخدامه لقرون في…

الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب

الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعمان صحة القلب

يبدو أن كوبًا من الشاي مع قطعة من الشوكولاتة الداكنة لا يمنح فقط شعورًا بالراحة،…