لطالما اتهمنا ظلماً اننا نتخذ دائماً مواقف سلبية من اتحاد الكتّاب اللبنانيين، لدرجة اننا في وقت من الأوقات نشرنا نعيه على اعتبار ان الضرب في الميت حرام.
ونعترف بأن الاتهام صحيح، وان كانت النية سليمة.
فلم يكن القصد تهشيم الاتحاد وهو مؤسسة ثقافية عريقة لطالما تحمّلت مسؤوليتها أسماء لا نحمل لها إلا التقدير والاحترام، والأمر ما زال هو هو بالنسبة لكل من مرّ في هذا الموقع.
فليس القصد التجريح، أو الانتقaاص من قيمة أحد، خصوصاً وان معظم من مرَّ على رأس الاتحاد، وعلى هيئاته الإدارية المتعددة تجمعنا بهم على الصعيد الشخصي صداقة وود واحترام.
لكن الانتقاد كان من منطلق الألم على الحالة التي وصلت إليها هذه المؤسسة، ولسنا الآن في معرض تحميل المسؤولية لأحد، فقد بات تكرار ذلك مملاً..
كان التمنّي أن يعود الاتحاد إلى فعاليته المنشودة، كونه من أكثر المؤسسات الثقافية العاملة في الوطن عراقة، وله من تراثه ما يناقض واقعه.
ففي وقت من الأوقات كان بيان صادر عن الاتحاد يحدث عن الواقع محلياً وعربياً الشيء الكثير.
ثم تحوّل الأمر إلى ما يشبه نوم الدببة في فصل الشتاء.
وهذا ما آلمنا ودفعنا إلى اتخاذ ما اتخذنا من مواقف تجاهه، أملاً منا بتغيّر الحال إلى الأفضل، وتحفيز القيّمين عليه لجعله يقوم بدوره المطلوب منه ولا يبقى مجرد هيكل دون روح أو فعالية.
الآن.. هناك ما يبشّر بحصول تغييرات جذرية على هذا الصعيد. فثمة اتصالات جرت وتجري بهمّة الأمين العام الصديق د. وجيه فانوس مع وزارة الثقافة بهدف تحويل الاتحاد إلى نقابة وهذا التحويل يفتح المجالات أمام تقديمات وواقع جديد، يجعل من الاتحاد حالة ثقافية ديناميكية كما من المفترض أن يكون.
والاجراءات جارية على قدم وساق، بعد اجتماع مثمر مع وزير الثقافة الذي أبدى كل التجاوب مع الطرح. على أن يتم ذلك بالسرعة القصوى.
خبر يسرّ ليس فقط أعضاء الاتحاد، بل كل العاملين في الوسط الثقافي إذ يشبه في حال حصوله عودة الروح إلى الاتحاد.
ويصبح وضعه شبيهاً بوضع نقابات الفنانين إن من حيث الضمان الصحي، أو التقديمات الأخرى المفترض تقديمها.
خطوة نعتبرها انجاز للأمين العام د. وجيه فانوس ورفاقه يستحق عليها الدعم والموآزرة.
وكما كانت مواقفنا السلبية من الاتحاد في مكانها... وعن قناعة..
ها نحن مع تحقيق هذا الانجاز نقف الموقف الداعم والمؤيّد.
على أمل أن تتكلل الجهود بالنجاح نقول انه ليس هناك من مواقف مسبقة لا من الاتحاد ولا من غيره.
فعندما يتوجب الانتقاد سننتقد..
وعند وجوب الدعم سندعم...

بقلم الياس العطروني