46 سنة بات عمر قرى الأطفال في لبنان SOS. وهي تحتضن نحو 2000 ولد وتؤمن لهم الرعاية من دون تمييز طائفي أو سياسي، عبر 4 قرى: في بحرصاف (المتن)، صفاريه (الجنوب)، كفرحي (الشمال) وقصرنبا (البقاع)، إلى بيوت الشابات والشبان التابعة لها، والمركز الاجتماعي في سن الفيل، الذي يتضمن مشغلاً للأعمال اليدوية والحرفية، والمركز الاجتماعي في البقاع انطلاقاً من قرية الأطفال SOS قصرنبا، ويتضمن حضانة للأطفال، عيادة طب أسنان وعيادة لرعاية الأم والطفل. في كل قرية بين 60 و70 ولداً، وفي كل قرية 10 بيوت، ويسع البيت لـ6 أو 7 أولاد.
قرى الأطفال منتشرة في 11 بلداً في العالم العربي، و133 بلداً حول العالم. المؤسس هو هرمان غماينر النمساوي الأصل، الذي فقد والدته في الخامسة من عمره. إبّان الحرب العالمية الثانية، انخرط في العمل الاجتماعي واضعاً نصب عينيه الأولاد الذين فقدوا الرعاية الاجتماعية والأمان، ليؤسس في عام 1949 أول بيت عائلي في إيمست - النمسا، ويصبح نموذجاً رائداً للرعاية البديلة. وبعد البيت الأول، افتتح البيت الثاني والثالث، حتى كانت أول قرية أطفال SOS، وكان غماينر أول رئيس للاتحاد الدولي لقرى الأطفال SOS ومقره الرئيسي في إنسبروك، النمسا. وقرى الأطفال في لبنان عضو في هذا الاتحاد.
كل ولد فاقد أمه وأباه معاً، أو أحدهما، ترعاه قرى الأطفال، والولد الملقى على الطريق، ولكن بعد قرار حماية من قاضي حماية الأحداث أو من وزارة الشؤون الاجتماعية، وفق ما توضح لـ"النهار" المديرة الوطنية لجمعية قرى الأطفال فيفيان زيدان، بالإضافة إلى الأولاد المعرضين للخطر، كالعنف والاستغلال. أما الفقراء منهم، فتساعدهم الجمعية مادياً عبر برنامجين لتمكين الأسرة يوفران المساعدة على مدى 4 أعوام.
عمر قبول الأولاد من صفر إلى 10 سنوات، وإذا زاد الولد عن 10 سنوات لا تقبله الجمعية إلا إذا كان مع أشقائه. يبقى الأولاد في القرية حتى عمر 14 سنة، ثم يذهبون إلى بيت شباب، وتُفصل البنات عن الصبيان، ويكملون علمهم حتى عمر 18 سنة حين يستقلون تدريجاً مع دخولهم الجامعة.
تأمين العلم للأولاد أولوية عند الجمعية، لذا ترسلهم إلى المدارس القريبة من كل قرية. كما تقيم لهم نشاطات ترفيهية وتثقيفية مختلفة، كالموسيقى والرسم والرقص والألعاب.
إذا كانت الأم المفقودة تعوّضها الأم البديلة في القرى، فمن يعوّض الأب؟ تجيب زيدان أن صورة الأب ممثلة بمدير القرية الذي يكون متزوجاً ويعيش مع عائلته في القرية، ويبدي اهتماماً بشؤون الأولاد.
لا تجيز الجمعية نظام التبني، إنما تحلّ مكانه التكفل برعاية ولد أو أكثر، من خلال دفع 20 ألف ليرة لبنانية شهرياً، تخوّل الذي يدفعها الاهتمام بمن يكفله، عبر زيارته في القرية ثم القيام بنزهة مثلاً وقضاء يوم معاً، ولكن من غير أن يقيم معه في المنزل. كما يحدث أن يحتفل الكفيل بعيد ميلاد أولاده في القرية.
في سنة 2020 يجب أن تصل الجمعية إلى الاستقلالية المادية. جزء من تمويلها مصدره الاتحاد الدولي لقرى الأطفال، إلى جزء آخر يتأتى من المساعدات وكفالة الأولاد. وتعلق زيدان: "همّنا حقوق الولد الأساسية، لا ندّعي توفير الرفاهية، لكننا نؤمّن الخدمات الضرورية لكل ولد. لذلك نحيط به من مختلف الجوانب: العلم، والصحة الجسدية والنفسية. الاهتمام النفسي بالولد رئيسي، إذ في كل قرية فريق نفسي يواكب وضع الأولاد".
لا مشاريع مستقبلية للجمعية حالياً، "4 قرى تكفينا، مع برنامجي الدعم الأسري. إنما الاستدامة هاجسنا"، تختم زيدان.
وكانت نظّمت قرى الأطفال SOS لبنان، السبت احتفالها السنوي بذكرى ميلاد مؤسّسها، النمساوي هرمان غماينر، في قرية الأطفال SOS صفاريه (قضاء جزين). وكانت مناسبة جمعت أصدقاء وشركاء الجمعية بأطفالها والعاملين فيها، في حضور سفيرة النمسا أورسولا فاهرنغر. وتوزّعت النشاطات على أرجاء القرية، وكان منها الترفيهيّ والتربويّ والرياضي. وتضمّنت ورش عمل للشبان والشابّات. |