![]() |
||||||||||||||||||||
في الذكرى السابعة لرحيله: الشاعر محمود درويش حاضر رغم الغياب |
||||||||||||||||||||
الشاعر الراحل محمود درويش |
||||||||||||||||||||
ما هو الوطن؟ ليس سؤالاً تجيب عنه وتمضي، إنه حياتك وقضيتك معاً... سنصير شعباً حين ننسى ما تقول لنا القبيلة... ليتني حجر ولا أحن إلى أي شيء!... حريتي أن أكون كما لا يريدون لي أن أكون... هي عبارات كتبها شاعر الثورة الفلسطينية الذي امتزج شعره بالوطن والحبيبة، ليعبر من خلال ما كتب عن الوجع الذي يعانيه والذي يفتك بالأمة جمعاء، وهو: وجع التبعية . انتفض بشعره، وأراده أن يكون صورة تعكس الواقع لجيل الشباب الثائر لدفعهم إلى التمسك بالأرض، وليكونوا أحراراً أصحاب قضية. وصيدا الثائرة أبت إلا أن تقام بها احتفالية لمناسبة مرور الذكرى السابعة لرحيل محمود درويش ية الثقافية والفرقة المسرحية تحت عنوان: " كزهر اللوز أو أبعد" بتنظيم ودعوة من الجمعية الثقافية والفرقة المسرحية " منوال" بالتعاون مع مركز معروف سعد الثقافي في صيدا. وقد حضر الاحتفالية حشد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والشباب من بينهم: الفنان مارسيل خليفة، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، والشاعر شوقي بزيع، والصحافي الأستاذ صقر أبو فخر، والأستاذ محمود سروجي، ورئيسة الهيئة النسائية الشعبية السيدة إيمان سعد، ومدير مركز معروف سعد الثقافي معروف مصطفى سعد، وأعضاء من اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري، ومدير مكتب الدكتور أسامة سعد الأخ طلال أرقه دان، إضافة إلى حشد كبير من الشباب. وليس مستغرباً أن تحتضن مدينة صيدا، بخاصة مركز معروف سعد الثقافي، هذا النوع من النشاطات الثقافية الفنية ، فصيدا الوطنية العروبية لطالما كانت ولا تزال تحتضن الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة. صيدا وفلسطين تجمعهما روابط كثيرة، فمعروف سعد دافع عن فلسطين وقدسها تأكيداً منه على أن الوطنية والعروبة تتخطيان حدود الوطن، وبذلك هو تخطى حدود لبنان ليذهب ويقاتل في سبيل تحرير القدس. وها هي صيدا تحتضن أبناء الشعب الفلسطيني أحياءً، كما تحيي ذكرى الراحلين منهم. فكيف لا تحيي ذكرى الشاعر العالمي محمود درويش الذي سمي بعاشق فلسطين. إقامة هذه الاحتفالية في مدينة صيدا له رمزية كبيرة لناحية أن هذا الصرح الثقافي، مركز معروف سعد، هو جزء من ثورة يقودها الشباب للحفاظ على الإرث الوطني والهوية لأبرز الشخصيات العربية التي تركت أثراً في نفوس أبناء هذه الأمة. وجمعية "منوال" الثقافية والفرقة الموسيقية والتي هي عبارة عن مجموعة من الفنانين المحترفين اللبنانيين أرادوا من خلال جمعيتهم تنشيط المناطق اللبنانية ثقافياً وفنياً بهدف استعادة لا مركزية الحياة الثقافية ومن أجل النهوض بالمجتمع. وانطلاقاً من هنا نسجت خيوطهم على "منوال" ليقدموا من خلالها محاكاة جاهزة ممزوجة بنقوش المسرح والمجتمع. واختيارهم لتكريم الشاعر الوطني محمود درويش إنما جاء لما يمثله على صعيد الوطن من مكانة ورقي في التعبير. ولما لكتاباته من أهمية وغناها بالصور والمعاني التي من شأنها إضافة قيمة وغنى على العمل المسرحي. بدأت الاحتفالية بعرض installation في صالة العرض في المركز عرضوا خلالها أعمال الشاهر محمود درويش. ثم بدأت الاحتفالية داخل قاعة المركز بعرض مسرحي لفرقة "منوال" قدمته مجموعة من الشبان يتضمن عدداً من قصائد درويش استمر 15 دقيقة. اعتلوا المسرح مرتدين الكوفيات الفلسطينية تعبيراً على التمسك بالقضية، واعتبار الشعر الوطني الذي قدمه درويش هو أساس لهم للانطلاق نحو تحقيق الانتصار واعتبار فلسطين هي القضية الأساس. ثم كانت عدة شهادات حية قدمها عدد من الفنانين والمثقفين، من بينهم: الشاعر شوقي بزيع، والفنان مارسيل خليفة، والصحافي الأستاذ صقر أبو فخر، وعريف الحفل الأستاذ محمود سروجي. في بداية مداخلاتهم وجهوا تحية إلى روح درويش، كما وجهوا تحية إلى الشهيد معروف سعد وإلى رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد. وأكدوا أن الراحل درويش لم يرحل، وإحياء ذكراه في صيدا ملحمة العروبة، وفي الجنوب اللبناني الذي يتقابل مع شمالي فلسطين، إنما جاء إحياءً لدمائه الزكية التي امتزجت مع تراب الوطن. كم هو عظيم أن يتردد صداك، وأن يمتد ظلك بنقاء الأصل كزهر اللوز أو أبعد. محمود ما زال في الحاضر والمستقبل. هو عصفور الجليل، وينبوع الهوية الزمنية. إنهض معنا يا محمود لنمضي معك وإليك. سبع سنوات كاملة تفصلنا عن الغياب الجسدي لمحمود درويش، وهي كافية على قلتها. وإذا كانت مياه كثيرة قد عبرت على قلتها خلال هذه السنوات، وغاب شعراء كثر، وانتظر كثيرون على الضفاف، وفسد هواء الأماكن وملح الثورات، فصورة العالم في مرايا القصيدة والاستعارات لم يستطع الموت تكوينها. محمود درويش تحول قديساً للفلسطينيين والعرب. وبات شاعرهم وراوي ذاكرتهم الموصومة بالنار. وبات بشعره ملهماً لهم للانتصار لأن هناك ما يستحق الحياة على هذه الأرض كما كان يقول الشاعر الراحل. مسيرته الشعرية منسوجة بخفقات الفؤاد. محمود درويش حاجة ملحة ترمي بثقلها على ذاكرتنا في ظل غيابه. ثم كان لقاء موسيقي من شعر درويش وأغاني مارسيل قدمه الفنان ربيع سلامة، والفنانة أمل كعوش، ألهب قلوب الحاضرين الذين شاركوهم الغناء والتصفيق. وفي ختام الاحتفالية تم عرض مقتطفات من حفل موسيقي فني كان قد غنى فيه الفنان مارسيل خليفة.
|
||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||