بين تركيا ومصر... ربيكا في رحلة بحث عن ولديها أمينة وبلال

بين تركيا ومصر... ربيكا في رحلة بحث عن ولديها أمينة وبلال

"أراهما دائماً في أحلامي، وكأنهما يطلبان المساعدة".

هذه كلمات ربيكا عن ولديها أمينة وبلال اللذين كان يفترض أن يغيبا عنها في رحلة قصيرة  مع والدهما أحمد قنديل.

كانت ربيكا الوالدة تنتظر عودتهم لتحتفل بعيد ميلاد أمينة كما كان مقرراً، ولكن حصل ما لم يكن متوقعاً… انقطع الاتصال، وحتى اليوم لا تعرف عن ولديها أي شيء. لا خيط ولا دليل يدلها إلى مكانهما.

تعرفت ربيكا الألمانية الأصل على أحمد قنديل المصري في أميركا على مقاعد الدراسة. كانت حياتهما جميلة يتشاركان الاهتمامات نفسها. تكللت العلاقة بالزواج رغم اختلاف ديانتيهما، وأنجبا أمينة عام 2003، وبلال بعد ذلك بثلاث سنوات.

 

كان أحمد حسب قول ريبيكا لـ"النهار العربي" أباً جيداً، ولكن بعد فترة لاحظت أنه يعاني اكتئاباً بسبب سوء الأحوال المادية وتركه عمله  حتى كثرت المشاكل بينهما وانفصلا عام 2013 مع اتفاق على الحضانة دون أي مشاكل.

 
 

 

يوم الاختفاء

بعد فترة من الانفصال لاحظت ربيكا أن أحمد بدأ يتغير وأصبح أكثر تحفظاً، وبخاصة في ما يتعلق بتربية أمينة وبلال، هذا الأمر جعلها تشعر بأن هناك مشكلة ما، حتى أتى اليوم الذي أخذ أحمد الطفلين في  28 آب (أغسطس) 2014 بحجة السفر إلى تورونتو بكندا، في رحلة قصيرة. كان يفترض أن يعودوا في الأول من كانون الأول (ديسمبر) أي في عيد ميلاد أمينة، ولكن هذا لم يحصل.

اتصلت ربيكا بالسلطات وراجعت المستشفيات في تورنتو . ومع البحث المكثف لم  تتوصل إلى شيء، إلى أن تدخل مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" وعلمت السلطات أن أحمد والطفلين لم يسافروا إلى كندا أبداً.

أشارت سجلات الرحلات الجوية إلى أنهم سافروا من مدينة نيويورك، إلى مدينة بوريسبيل، بأوكرانيا، ثم إلى تركيا. كما كشف التحقيق أن أحمد خطّط مسبقاً، خاصة أنه أرسل معدات تخييم وأحذية للأطفال قبل الرحلة.

 
 

وظفت ربيكا محققين على حسابها الخاص، للبحث عن طرف خيط.   وفي أيلول (سبتمبر) 2015، تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني تعتقد أنها من أحمد،  يقول فيها إن الولدين بخير. هذا الأمر جعلها تشعر براحة. وبعد تتبّع البريد الإلكتروني تبين أنه أرسل من مقهى إنترنت في هاتاي ولكن لا معلومات أخرى.
 حاولت التحقق من مكان إقامة عائلة أحمد في مصر وحصلت على العنوان، واتصلت بوالدته التي تحفظت عن الإفصاح عن مكان إقامة أحمد، قائلة إنها لا تعرف عنهم أي شيء.
ذكرت ربيكا لـ"النهار العربي" أن أحمد أصدر أوراقاً رسمية مصرية لولديها، لكن هناك شكوكاً حول وجودهما على الأراضي المصرية، ولديها إحساس أنهما لا يزالان في تركيا، ولكن لا دليل حتى اليوم.

تحاول ربيكا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للوصول أو معرفة أي معلومة إضافية يمكن أن تدلها إلى مكانهما، ولكن جميع من حاولت الاتصال بهم من الأقارب إما قابلوها بالرفض أو ألغوا حساباتهم وغيروها.

تعيش اليوم ربيكا صراعاً نفسياً. لا دليل ولا خبر يطمئن قلبها، وهي   تحاول أن تنشر قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعلها تجد ما سلب منها منذ تسع سنوات.

النهار العربي  ياسمين الناطور