جميع فعالياتنا مجانية لتأسيس جمهور مسرحي
بعد الركود الذي عانته المدينة إثر غياب «مهرجانات صور الدولية» لسنوات متتالية، جاء «مسرح اسطنبولي» بإدارة المخرج والممثل «قاسم اسطنبولي» فقام بنقلة ثقافية نوعية وأعاد إلى «صور»، مدينة قدموس حامل الحرف والعريقة بتاريخها وتراثها، حركتها الثقافية والفنية من خلال نشاطات أسبوعية في المسرح والموسيقى والشعر ومعارض الصور والندوات وعروض مسرح الاطفال، وكان من أبرز أعمال المسرح إعادة افتتاح «سينما الحمرا» بعد ثلاثين عاماً على إغلاقها. «فنان القضية» الشاب، الذي استطاع في عمر يافع إحداث نقطة فارقة في عالم المسرح من خلال مسرح الشارع الذي جعله قريباً من الناس ، كما استطاع إعادة إحياء الفن المسرحي في مدينة صور تحت شعار «ردوا المسرح لصور»، والذي لم يغفل عن اهتمامه بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في مسرحياته، ماذا يقول لـ «اللـواء» عن «مسرح اسطنبولي»؟
* فكرة إنشاء المسرح وتاريخ التأسيس:
- هو حلم والدي بأن يكون في مدينة صور مسرح، فهذا الحلم كان موجوداً عند جدي «حميد» الحكواتي والصياد القديم في بحر صور، من هنا كنت أحلم بهذا المشروع الثقافي إلى أن أصبح حلم مدينة وجيل بأكمله. وكانت البداية مطلع ٢٠١٤ بافتتاح «مسرح إسطنبولي»، وهو فضاء صغير ينتمي إلى مسرح الغرفة ويتسع لـ ٧٠ مقعداً وتم افتتاحه من خلال كرنفال شارع بشر بانطلاقة الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة. وبعدها بخمسة أشهر بدأنا كفريق من شباب المدينة والمخيمات والفلسطينية بالعمل على إعادة ترميم سينما الحمرا بعد ٣٠ عاماً من الغياب وتزامن افتتاحها مع انطلاق أول مهرجان مسرحي في تاريخ الجنوب اللبناني وبمشاركة ١٢ فرقة عربية وأوروبية وبجهود ذاتية وبمساعدة أهل المدينة وكل محب للفن.
* إلى جانب المسرح، ما النشاطات الأخرى لـ «مسرح إسطنبولي»؟
- قمنا بتأسيس مهرجان صور السينمائي «أيام الحمرا السينمائية» في نوفمبر ٢٠١٤ وبمشاركة ٤٢ فيلماً من لبنان والعالم وهو مهرجان للأفلام القصيرة وقد حضره مخرجون من مختلف الدول وكان ضيف المهرجان الممثل المصري «محمود قابيل». وفي مطلع العام ٢٠١٥ قمنا بتأسيس «مهرجان صور الموسيقي الدولي» وقدمنا من خلاله تحية إلى وديع الصافي والشحرورة صباح، وقد شارك فيه فنانون من لبنان واليمن وليبيا وبريطانيا وهولندا وفلسطين وسوريا. وقد جاءت الذكرى السنوية الأولى لافتتاح سينما الحمرا بالتزامن مع الدورة الثانية من مهرجان صور المسرحي الدولي الذي كان تحية إلى ريمون جبارة وقد شاركت ايران في المهرجان وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها في مهرجان لبناني، وذلك بالعرض الإيراني «العرس التقليدي» للمخرج حسن إينياتابور. وأسسنا محترف تيرو للفنون والذي نقوم من خلاله بالتدريب على المسرح والتصوير والسينما والرسم بالمجان، فضلاً عن إنتاج أفلام قصيرة قام بتصويرها الطلاب ومعرض صور ورسومات من أعمال الطلاب.وقد بدأنا منذ السبت ٢٩ آب أسبوع أفلام تحية الى الممثل «نورالشريف» وإلى مسيرته الفنية العظيمة عبر عرض مجموعة من أفلامه «ناجي العلي، الظالم والمظلوم، حبيبي دائماً»، وكنا قد سبق ونظمنا أسابيع مماثلة تحية لمسيرة فنانين منهم: عمر الشريف وفاتن حمامة ومحمود سعيد وغسان مطر وغيرهم. كما ونعمل اليوم على التحضير لمهرجان صور السينمائي بدورته الثانية من ٤ ولغاية ٩ ديسمبر ٢٠١٥.
* هل أنت راض عن نسبة الحضور؟ وهل الحضور محلي يقتصر فقط على أهل المدينة أم يتجاوز حدود صور والمنطقة؟
- الجمهور في صور مختلف من حيث جميع الفئات وحضور العائلة بشكل كبير، بالإضافة إلى أن جميع الفعاليات التي نقوم بها مجانية للجمهور مما يؤسس إلى جمهور مسرحي وسينمائي وموسيقي في المستقبل، فالناس تحب المسرح وتعشق الفرح وما علينا سوى توفير ذلك لهم. وقد حضر المهرجان جمهور من مختلف المناطق اللبنانية وهذا ما يجعلنا نستمر رغم كل الصعوبات فهذه المرحلة تحتاج إلى بناء ثقافة من خلال العروض والورش الفنية والندوات. ولكي يكون لدينا جمهور مختلف قمنا بتنظيم عروض أفلام عربية وأجنبية قديمة «حنين للماضي»، وأمسيات شعرية وعروض موسيقية ورقص وفولكلور هندي وندوات ومناقشات وعروض خاصة بمسرح الطفل، بالإضافة إلى عملين لـ «شوشو» مع شوشو الابن الممثل «خضر علاء الدين»: «جوا وبرا» و«حكايات العم شوشو»، كما ونقوم بكرنفالات أسبوعية وصندوق الفرجة وحكواتي على كورنيش مدينة صور.
* ما طبيعة العلاقات بالمؤسسات الثقافية العاملة في لبنان رسمية وأهلية؟ وهل تلقى دعماً من وزارة الثقافة؟
- نحن نسعى للتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية من أجل الشراكة في المهرجانات الفنية وحتى اليوم لم نتلق أي دعم من أي مؤسسة ثقافية أهلية أو مركز ثقافي أجنبي. وزارة الثقافة تدعمنا في بعض المهرجانات من خلال الأمور اللوجستية والملصقات والدروع، ونحن نشكرهم على ذلك ونعلم ما هو وضع الوزارة في لبنان. أما وزارة السياحة وبالرغم من أننا أرسلنا دعوة لثلاثة مهرجانات لم نتلق اي دعم لذلك مع العلم بأننا نضع ملصق شعار الوزارة على ذلك. وبلدية صور تساهم في بعض الفعاليات بالإضافة إلى إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية. وبالنسبة إلى التمويل فنحن نعتمد على جهودنا الذاتية فضيوفنا هم يدفعون تكاليف سفرهم ونقوم باستضافتهم في بيوتنا وأمهاتنا تطبخ لهم، يجمعنا الفن وحب المسرح، فكل هذه الفرق هي من أسست لتاريخ مدينة صور الثقافي ولولا وجودها ودعمها وحضورها لا يمكن إقامة أي مهرجان. ونتمنى أن نجد من يشارك معنا في دعم الثقافة وأن ترقى هذه الشراكة إلى حجم المهرجانات التي تحولت إلى أن تكون جزءاً من هوية المدينة وحاضرها ومستقبلها مما يساهم في تنشيط السياحة والاقتصاد في الجنوب. أما البنوك والمصارف فهي للأسف لا تدعم بحجة أن الإدارة في بيروت لا تساهم في صور، وهنا المشكلة فنحن نطالب البلدية والمعنيين بالضغط من أجل تحسين السياسات الداعمة للثقافة في صور، وقد قمنا بتظاهرة من أجل ذلك ووقفنا في وجه هذه المؤسسات.
حوار: رنا الأمين |