احتفلت السيدة تهاني الزيلع البالغة من العمر 55 عاماً، بتخرجها في كلية التربية قسم الإرشاد النفسي بمعدل جيد جداً، وحصولها على المركز الأول في دفعتها، بعد سنوات دراسية قضتها وهي تحاول التوفيق بين الدراسة ورعاية أولادها، إضافة إلى عملها بالزراعة وتربية الأبقار.

والزيلع من مواليد 1969، وتنحدر من قرية مفعلة في ريف السويداء، وهي أم لولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة، هما مبُدعان كوالدتهما، فالابن الأكبر صقر طالب أدب عربي في السنة الثالثة، والأصغر صفوان في مدرسة تقنيات حاسوب، وفقاً لشبكة “السويداء 24” المحلية.

الدراسة والعمل معاً
وكأي امرأة ريفية، يبدأ يوم السيدة تهاني باكراً، لتحلب بقرتها، وتحضّر الحليب للبيع، ثم تحضّر الأعشاب المجففة لإرسالها إلى متجر يعمل فيه زوجها في مدينة السويداء، وفق ما نقل موقع “سناك سوري” عن لسانها. وتكمل يومها، في الاعتناء بولديها، والدراسة.

“الدراسة الجامعية لم تأخذ من وقتي المنظم والمنتج. وكثيراً ما كنت أذهب للجامعة وأعود قبل أن تنتهي قيلولة الجارات”، تضيف الزيلع، التي دائماً ما كانت تتجاهل نظرات بعضهنّ بينما تنشغل بالبحث عن معلومة لحلقة بحث أو مهمة دراسية تنجزها بفرح وتثبت فيها جدارتها بمقعد الدراسة الجامعية. على حد تعبيرها.

الحلم لم يتوقف إلى هذا الحد
حلم السيدة تهاني التي باتت في الخامسة والخمسين من عمرها لم يتوقف هنا، فهي تخطط لإكمال دراسة الماجستير في علم النفس الصيدلاني، وتتمنى الحصول على منحة دراسة لمتابعة الدراسات العليا حتى وإن اضطرت للسفر.