معرض الفنان منصور الهبر المعنى الإنساني من منظار تشكيلي

من المعرض
من المعرض

يتغلغل الفنان «منصور الهبر» (Mansour El Habre) في نسيج الحياة الاجتماعية، وعبر التقاط المواقف المتخيلة في انفعالاتها بإبراز سلوكياتها بشتى الوسائل الفنية التشكيلية او غيرها،  لتكون رسالة تصويرية ذات منحى جمالي في تشكيل حياة المجتمعات وسلوكيات الافراد وبألوان تشاكس الاسلوب الذي يترجم به كل لحظة التقطها باحساسه الفني القادر على جمع الافكار وتوزيعها وفق تعديلات جوهرية تتناسب والمشهد المجموع في مشهد تخيلي من واقع  يؤكد من خلاله على المعنى الانساني واهميته في الحياة من منظار الفن التشكيلي الهادف الى بث انتقادات تتصل بتأثير الحواس البصرية على الالوان التي يتلاعب بها تاركا للتضاد لغة ضوئية خاصة ممزوجة بتقنية ديناميكية، وعبثية ريشة مجازية لها دلالاتها ومعانيها وحتى عبر قصاصات الاشكال التي يمنحها لغة تصويرية تحيا عبر اللون.
لغة فنية حسية يقدمها الفنان «منصور الهبر» عبر تصويرات من الحياة ذات هواجس وخيالات لا تخلو من قسوة واقع ملموس او سلوك يضمر تعبيرات يصوغها بالحركة المعاكسة للفعل الذي يتم تصويره بايحاءات وتداخلات تبعث على الحيرة في تشكيل تصويري، يتحرر من خلاله بمحسوسات تنبع من سلوكيات افراد اختلفت حركتها في مشهدية اللوحة من حيث الاتساع والتقسيم، والمساحة، والفراغات، والشكل الجزئي والكلي، لتتكون لوحاته بتوازن تحليلي وتراكيب تصويرية مختلفة، وبتناغم وتضاد يثير الذهن ويعصف به، تاركا العديد من علامات التعجب نحو اللون واهدافه، وبدلالات ترتبط بالتشبيه التمثيلي او التشبيه الفعلي او المجازي للحياة، باتساق ودقة اسلوبية عبثية ذات اختلاجات لونية تمثل كينونة لغة تفوح بالجمال. لأن قوانين اللوحة الواعية في اعمال الفنان الهبر هي عبارة عن تصوير متأن يقوم على دراسة الاشكال وتوزيعها ضمن المعنى المدروس،  لتظهر عبثية المجتمعات الانسانية دون الخروج عن الحقائق الواقعية وبتأويلات تصويرية ذات خصائص واجناس مألوفة وغرائبية ، وبمواقف ساخرة احيانا يتجاوز بها عن رتابة المزج بين الاساليب الفنية المقيدة بمواصفات الكولاج والرسم، وبمقاسات مبنية على التماسك والتناغم بين الاضاد. 
يراعي الفنان «منصور الهبر» ضبط اللون ونظمه عبر تدرجات يمنحها سماكة ما ليبتعد عن الشفافية في الخط من خلال اللون،  وخربشات القلم وتقطيع المشهد وضبطه تصويريا دون خلل في الوحدات التركيبية بصريا،  المكونة من فروقات سلوكية او انسانية تعتمد على اختلاطات الرؤية،  ليتم اكتشاف الفروقات بدقة ملاحظة يتوخاها فعليا،  ويبثها الى المتلقي مستفزاً  بها ذهنية البصر المحاكي للعين، وباحساسات فنية لها مدلولها النفسي والاجتماعي والسلوكي، وبتعبير تصويري له حركته الدالة وبتأليف تخيلي ومنطقي يؤكد من خلاله على جمالية الفكرة قي صنع المشهد، وحيثياته الفنية المتناغمة مع الحس والمعنى الذي يفصح عن اتجاهات اجتماعية مختلفة تؤانس البصر وتتركه في حالة تتلاءم مع البنية الفنية التي يعتمدها «منصور الهبر» في لوحاته.
يقتفي الهبر اثر الخط وخربشاته باثراء اللون ومنحه قوة بصرية مضافة الى المعنى، ليتسق  ايقاع اللوحة مع نغمة الحركة والضوء عبر التضاد المتثاقل بين شكل وشكل، وبين لون ولون وبتكوين ذي خصائص  جمالية خاصة،   تواكب اتساعات الذهن ومحاولاته في فهم عيثية الانسان، ضمن وجود هو مساحة اللوحة دون ان يتخطى توثبات الخيال او وضعيات الاشكال واتجاهاتها، كقطع موسيقية تحتفظ بنغماتها مكونة مقطوعة بصرية لها انفعالاتها  وتصوراتها المتذبذبة بين مد تخييلي واخر واقعي، محتفظا بنكهة الكولاج وضم الالوان والاشكال في بناء اللوحة للتأثير على جمالية التكوين الفني في لوحاته ومؤثراتها الذهنية البصرية معا، مع الاهتمام بالمعنى النقدي الاجتماعي او غيره. 
اعمال الفنان «منصور الهبر» (Mansour El Habre) في غاليري جانين ربيز (Galerie Janine Rbeiz) ويستمر حتى 23 ايلول 2015.


ضحى عبدالرؤوف المل
dohamol@hotmail.com