أضرار إضافة الحليب إلى القهوة.. هل هي حقيقية؟

أضرار إضافة الحليب إلى القهوة.. هل هي حقيقية؟

إضافة الحليب إلى القهوة عادة شائعة بين محبي هذا المشروب حول العالم، لكنها لطالما أثارت نقاشًا بين مؤيد ومعارض. البعض يعتقد أن الحليب يقلل من فوائد القهوة أو يجعلها أقل صحية، في حين يرى آخرون أنها مزيج مثالي يمنح القهوة نكهة مميزة وفوائد إضافية.

الحليب والقهوة.. شراكة صحية؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن إضافة الحليب إلى القهوة لا تقتصر على تحسين الطعم، بل قد تضيف قيمة غذائية وصحية. دراسة أجراها باحثون من جامعة كوبنهاغن، نُشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، أظهرت أن مزيج القهوة بالحليب يعزز الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.

القهوة تحتوي على مركبات البوليفينول، وهي مضادات أكسدة قوية تساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي المرتبط بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب. وعندما تتفاعل هذه المركبات مع الأحماض الأمينية الموجودة في الحليب، تتضاعف الفوائد الصحية، مما يجعل هذا المزيج خيارًا مثاليًا لمحبي القهوة الذين يبحثون عن نكهة وفائدة في آن واحد.

تحديات مستقبلية تهدد القهوة

ورغم مكانة القهوة في حياة الملايين، تواجه زراعتها خطرًا كبيرًا بسبب تغير المناخ. تقرير لوكالة الأنباء الألمانية يكشف أن المساحات الصالحة لزراعة القهوة قد تتقلص بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050. يعود ذلك إلى حساسية نبات القهوة للتغيرات المناخية، حيث تتطلب زراعته ظروفًا بيئية دقيقة.

القهوة العربية (أرابيكا)، التي تمثل 60% من الإنتاج العالمي، تعد الأكثر عرضة للتأثر. ارتفاع درجات الحرارة يسرّع من نضج ثمارها، مما ينعكس سلبًا على جودة الحبوب ويهدد استمرارية الإنتاج.

القهوة: مشروب يتجاوز النكهة

بعيدًا عن الجدل حول الحليب، تبقى القهوة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليومية حول العالم. ومعرفة أن الحليب لا يقلل من فوائدها بل قد يعززها، هو طمأنة لملايين المحبين لهذا المشروب للاستمتاع به دون قلق. ومع ذلك، تبقى التحديات البيئية تهديدًا يستدعي تكاتف الجهود لحماية هذا الإرث العالمي الذي يربط الشعوب بتقاليدها.