![]() |
بثلاث كلمات.. فيروز تُشعل قلوب المصريين من قلب الحزن |
![]() |
بثلاث كلمات فقط، قالت السيدة فيروز للسفير المصري في لبنان علاء موسى، خلال تقديمه واجب العزاء بوفاة نجلها زياد الرحباني في كنيسة سيّدة الرقاد – بكفيا: كلمات بسيطة، نابعة من القلب، كانت كفيلة بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تصدّرت فيروز مجددًا المشهد العاطفي والفني. لم تكن عبارة مجاملة دبلوماسية، بل بدت امتدادًا لعلاقة متينة ووجدانية تربط فيروز بالمصريين، علاقة نسجتها الذاكرة المشتركة والصوت الذي لم يعرف غطاء للزمن. وردّ المصريون بعفويتهم ومحبتهم: محبة متجذّرة منذ خمسينيات القرن الماضيالمكانة التي تحتلها فيروز في قلوب المصريين لم تُبنَ على لحظة، بل تعود إلى عقود مضت، حين صدح صوتها عبر الإذاعات المصرية في خمسينات القرن الماضي، لتصبح رمزًا عربيًا وإنسانيًا يتجاوز الجغرافيا، ويمتد إلى الوجدان الجمعي في كل بيت مصري. ليلة استثنائية عند الأهراماتفي عام 1989، زارت فيروز مصر للمرة الأخيرة، وأحيت واحدة من أضخم حفلاتها على مسرح الصوت والضوء عند سفح الأهرامات. ليلة حملت كل المعاني، اجتمع فيها التاريخ بالحضارة، والصوت الملائكي بالحجر الفرعوني، والوفاء بالمحبة. غنّت حينها: فبكت العيون وصفّق القلب قبل اليد. كانت تلك الحفلة أكثر من عرض فني، كانت لحظة وجدان مشترك، كأنها عادت إلى بيتها الثاني، حيث كان الملايين ينتظرونها على ضفاف النيل كما كانوا ينتظرونها على شرفات بيروت. بين الرحيل والصوت الذي لا يموتبرحيل زياد الرحباني، خيّم الحزن على محبي هذه العائلة الفنية الاستثنائية. العلاقة بين فيروز وزياد كانت معقدة وفريدة، قائمة على الفن والحياة، على الصمت والموسيقى. وفي لحظة العزاء، قالت فيروز للسفير المصري ما لم تقله في وداع نجلها: فيروز ليست فقط صوتًا غنائيًا، بل هي وجدان وذاكرة وحسّ عربي مشترك. وإن كانت ابنة لبنان، فهي أيضًا سيّدة في قلوب المصريين، الذين لا تزال أغنياتها تعيش في شوارعهم ومقاهيهم وقلوبهم. كما قال سعيد عقل يومًا: |