بقلم - ثريا حسن زعيتر
لم يكن إنهيار سقف أحد الصفوف في "مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية" في صيدا، سوى جرس إنذار جديد يُضاف إلى سلسلة حوادث مشابهة شهدتها مدارس لبنانية في السنوات الماضية.
ولعلّ ما أنقذ الموقف هذه المرّة هو وقوع الحادثة في يوم عطلة، إذ حالت العناية الإلهية دون إصابة الطلاب والمعلمين بأي أذى.
لكن، هل يُعقل أن يبقى حظ الطلاب هو الضمانة الوحيدة لسلامتهم؟
في هذا السياق، أجرى النائب الدكتور عبد الرحمن البزري اتصالاً بمديرة المدرسة السيدة إلين جبران، للاطمئنان على سلامة الطلاب والأساتذة والعاملين.
وقد أكدت جبران أنّ "الحادثة لم تُسفر عن إصابات بشرية، وأن الأضرار اقتصرت على الخسائر المادية فقط"، مشيرةً إلى أنّ "الإدارة باشرت فوراً بأعمال الترميم ومعالجة الأسباب التي أدّت إلى الانهيار، حرصاً على سلامة الجميع".
لكن، وعلى الرغم من سرعة تجاوب الإدارة، تبقى القضية أبعد من حادثة معزولة. فهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان حوادث مشابهة في مدارس رسمية وخاصة على حد سواء، نتيجة اهتراء المباني وغياب الصيانة الدورية، وسط تقاعس الجهات المعنية عن وضع خطة وطنية شاملة لمعالجة أوضاع البنية التحتية التعليمية.
ففي وقت يُفترض أن تكون المدارس مساحة أمان للطلاب، تتحوّل جدرانها وأسقفها إلى مصدر خطر يهدّد حياتهم.
إن ما جرى في صيدا يكشف حقيقة مُرّة: الإهمال يقتل التعليم قبل أن يقتل الحجر. فإذا كانت المدارس عاجزة عن حماية أبنائها، فكيف يُمكنها أن تؤدي رسالتها التربوية؟
المطلوب اليوم أكثر من مجرّد أعمال ترميم ظرفية، المطلوب رقابة صارمة على أوضاع الأبنية المدرسية، وإلزام الإدارات والوزارات المختصة بإجراء فحوصات دورية للبنى التحتية، ورصد موازنات خاصة لصيانة المدارس. فالاستثمار في التعليم لا يبدأ بالمناهج فحسب، بل بالبناء الآمن الذي يحتضن الطلاب ويؤمّن لهم بيئة سليمة للتعلم.
المصدر اللواء
#مدارس_لبنان
#سلامة_الطلاب_أولاً
#صيدا
#الفنون_الإنجيلية
#أمن_المدارس
#التعليم_في_خطر
#المدرسة_مساحة_أمان
#البنية_التحتية_التعليمية
#لبنان
#ثريا_حسن_زعيتر |