من منا لا يعرف الأنفلونزا على مختلف أشكالها فمنها الخفيفة ومنها الشديدة, وهذا يعتمد على قوة مقاومة الفرد للفيروس الدخيل. فتجد أحيانا أن شخصا اصيب بعدوى الانفلونزا لمدة يوم وأخر يومان , وغالبا ما تكون معدلها 5 أيام والقليل من البشر من تستمر معه لأكثر من أسبوع
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا الشخص تصيبه العدوى أكثر من أربع إلى خمسة مرات في السنة؟
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من هذا الفيروس:
نوعان منها لا يمرض الإنسان(نوع واحد يدعى ج ونوع آخر ب) ,والثالث وهو المهم يمرض الإنسان و معظم الحيوانات ( أ) .
يحتوي هذا النوع على نوعين رئيسيين من الأجسام البروتينية السامة التي هي سبب المرض, وهما:
النورامينيديز (N" neuraminidase" ) و الهيماغلوتينين (H " Hemagglutinin )
تحتوي (H) على حوالي 17 نوع اما (N) على 10 انواع .
وتستخدم هذه الأحرف (الاجسام السامة) مع بعضها البعض لتسمية هذه الأنواع, مثلا:
H1N1, H2N2, H1N7 ….
ويأتي على هذه الفيروسات بين الحين والأخر نوعين من التغييرات على هذه السموم عند دخولها الأجسام, إما تغيير جزئي بسيط يجعلها من ضمن الأنفلونزا العادية, أو تغيير كبير يحدث فاشية ( وباء) كبيرة في العالم (كما طرأ على فاشية أنفلونزا الخنازير) و (أنفلونزا الطيور), وهناك فاشيات كبيرة مرت على البشر من الأنفلونزا البشرية نتيجة هذا التغير الكبير في تركيبتها السمية.
إن جسم الإنسان يكون ضد هذه السموم أجسام مضادة تحارب السموم فيما لو تواجهت معها بالمستقبل (المناعة, المقاومة), ولكن هذه الفيروسات نظرا لأنها تتغير فلا يستطيع الجسم أن يحاربها من أول وهلة فيمرض الجسم ويكوِّن لها مضادات جديدة وهكذا تستمر الحرب ما بين الجسم والفيروسات طول السنة. وهذا ما يفسر مرضنا بالأنفلونزا لعدة مرات وعلى سبيل التذكير معظم الفيروسات الأخرى التي تصيب الإنسان لا يمرض بها مرة أخرى لأنها لا تتغير (الحصبة, الحصبة الالمانيه, شلل الأطفال,... الخ).
ونظرا لعدم التغير في تركيب هذه الفيروسات وجد العلم لها الحل بالتطعيم من الصغر ولا يعود الإنسان ليمرض بها. أما الأنفلونزا وبطبيعتها المتغيرة لا يوجد لها تطعيمه دائمة والعلم لم يقدر الا ان اوجد تطعيمه سنوية تؤخذ من الفيروسات لكل سنه على الرغم من أن نجاحها لا يتجاوز ال70 %, وذلك لتحفيز الجسم على انتاج الاجسام المضادة لعلها تساعد في تخفيف الاصابة.
دعوة الى المبادرة بالتطعيم ضد الانفلونزا
مكافحة الفيروسات :
واهم شيء لمكافحة هذه الفيروسات هو بالدرجة الأولى النظافة الشخصية ,وخاصة ثقافة غسل اليدين والتي تهمنا كمسلمين حيث حثنا عليها الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال النظافة من الأيمان, وأيضا وفي حديث أخر أمرنا بان نغسل أيدينا عند الإفاقة من النوم. وأمر أخر يساعد في محاربة هذا الفيروس بشكل كبير أن نتعلم ثقافة إغلاق الفم والأنف عند العطس سواء بمنديل وهو الأفضل أو باليد مباشره ومن ثم غسل اليدين.
|