![]() |
بين "يا حبيبتي" و"يا حمارة".. الأسباب متعددة والطلاق واحد |
![]() |
عدد من العقبات والمشاكل تواجه الأزواج قبل ظهور خبر انفصالهم إلى العلن. فهذه العلاقة المتصدّعة بدأت قوية وواجهت حتماً عقبات متعددة على صعيد التواصل، قبل أن تطفو ميتة على هامش مجتمع ينتظر خبراً دسماً يتناقله بشفقة ممزوجة بفضول متطفّل.الأهل والأصدقاء المقرّبون يتلقّون خبر الانفصال مصدومين، ولكن ربّما فات الأوان. فالزوجان وصلا إلى نقطة اللاعودة، والحياة بينهما تحوّلت جحيماً لا يطاق، لأنّ مؤشّرات انهدام العلاقة التي تقرع طبول الانفصال كثيرة وهي ليست بقليلة في حياتهما.
عدم الاحترام شعور المرء بأنّ شريكه يقلّل من احترامه لا بدّ أن يغيظه ويُتعسه. فعدم الاحترام يصبّ في خانة العنف اللفظي، وكم من رجل يقول لزوجته "حبيبتي"، و"حياتي" في الصباح ولا يتردّد في مناداتها بـ"يا حمارة" بعد الظهر، خصوصاً إذا قامت بأيّ تصرّف لا يرضيه. ويصبح عدم الاحترام أكثر وَقعاً في النفوس عندما يكون على مرأى ومسمع من الناس. ومع العلم أنه مؤذٍ في شتّى الحالات، إلّا أنّ خروجه إلى العلن من خلال إطلاق الإهانات على الشريك أمام الناس هو أكثر خطورة ودماراً للفرد والعلاقة. وتروي فيوليت، وهي سيدة في الخمسين من العمر، كيف بات زوجها لا يحترمها لأنها لا تعجبه: "لقد اكتسبتُ وزناً زائداً في السنوات الأخيرة بسبب مشاكل صحية، وهو يفضّل المرأة النحيفة. لذلك نراه لا يَنفكّ ينظر إلى أخريات ويعاملني بطريقة جارحة، فلا يتردّد في أن يصرخ بوجهي ويشتمني أمام الناس. هو لا يريدني ببساطة، وأنا أتحمّل و"أستر" من أجل الأولاد، ولكنني ضقت ذرعاً من هذه العلاقة". الإهتمام بآخر والخيانة يعتبر اهتمام أحد الشريكين بشخص آخر غير شريكه، وتبادل النظرات والغزل معه، ومنحه الوقت والاهتمام من العوامل التي توقِظ بوادر الخيانة، وفي المقابل الغيرة المدمّرة. فقد تُنذر تصرفات هذا الطرف بانجذابه إلى شخص آخر، كما تشعل الغيرة العمياء لدى شريكه، وتحوّل أجواء العلاقة إلى مشاكل تؤدي إلى الانفصال. وتروي جوانا "كيف أصرّ زوجها على توظيف سكرتيرة شابّة ومُغرية في مكتبه، "يهاتفها بعد الدوام ليتغزّل بها متحجّجاً بالعمل، يمازحها ويناديها بكلمات "حبيبتي" و"حياتي"، يتابع تحرّكاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكيف لا أغار! أمّا إذا فاتحته بهذا الموضوع فإننا نتشاجر دائماً. الحياة بالنسبة إليّ باتت لا تُطاق". الثقة أساس يؤكّد المعالج النفسي الفرنسي لقضايا الأزواج، جيرار لولو، أنّ "شعور أحد الأزواج بالغيرة قد يكسر الروتين، لكنّ فرط الغيرة يُتعِس الذات والآخر". فمطاردة أحد الشريكين لشريكه طوال الوقت والشكّ بأدنى تصرّفاته يفسدان العلاقة ويعيقانها. يقضي وقته خارج المنزل يشعر الشريك المغرم بثقل النهوض صباحاً من الفراش لملازمة عمله، فهو يبغى المكوث فترة أطول في أحضان الحبيب، ويستعجل في العودة إلى المنزل مساءً، متلهّفاً، ساعياً إلى إمضاء أطول فترة ممكنة في كنف العائلة. في المقابل يُغرم الشريك "الطافِش" من العلاقة بعمله، فهو يُشغل نفسه طوال الوقت خارج المنزل، يختلق عملاً إضافياً في المكتب لتضييع الوقت، يتسجّل في النادي، يشارك في أنشطة اجتماعية... كلّ ذلك بهدف الابتعاد عن شريكه قدر المستطاع. وهذه الحالة هي تعبير عن وضع لورا، فهي مدرّسة وأم لثلاثة أولاد، تشتكي غياب زوجها عن البيت من الصباح حتى المساء: "في الصباح أصطحِب الأطفال معي إلى المدرسة، وحين أعود ظهراً أعدّ لهم الغداء وأدرّسهم وأرافقهم حتّى يناموا، قبل أن يعود زوجي مُنهك القوى إلى البيت". ميول مختلفة يشكّل تَشارك الحبيبين الهوايات ومفاصل الحياة، مثل أوقات الرياضة والطبخ والاهتمامات المنزلية، حافزاً لتقوية الروابط بينهما، أمّا اهتمام كلّ منهما بأمور حياتية مختلفة وممارسة نشاطات لا يرغبها الآخر، حيث كلّ يغنّي على ليلاه، فيؤدّي إلى اهتزاز العلاقة. ويروي سامر، وهو مصوِّر في الأربعين من العمر، أنّه مَلّ زوجته التي لا تهتم سوى بتنظيف المنزل والطبخ والعمل لجَني المال، "هي لا تحبّ السهر، وإذا رافقتني إلى سهرة، فيكون ذلك بعد إلحاح وإصرار مني، وهي تنام هناك ولا تتفاعل مع الأجواء، تضجرني بدل أن ترقص وتستمتع. أنا رجل يحبّ الحياة والخروج وبناء العلاقات الاجتماعية». ويضيف: «بتّ أخرج مع أصدقائي من دونها، ما يثير غيرتها فنتشاجر. هي لا تحبّ الخروج ولا تريدني أن أخرج ايضاً". الفتور الجنسي وبما أنّ الفتور الجنسي قابل للعلاج، ويمكن اللجوء إلى علماء النفس أو المتخصصين في المشاكل الجنسية لحلّ مشكلته، إلّا أنّه قد يؤدي إلى انهيار العلاقة، إذا لم يتحدّث الشريكان في هذا الموضوع ويحاولان حلّه، إمّا من خلال الاستماع إلى رغبات بعضهما البعض أو من خلال طلب المساعدة الطبية. إلى ذلك، كشفت نتائج دراسة قام بها علماء في جامعة فيينا الطبيّة حول تَفاعُل نساء يعانين العجز الجنسي، أنّ زيادة النقاش والحوار والمصارحة حول العلاقة الجنسية بين الأزواج سبب أساسي وراء تحسين الحياة الزوجية والمتعة في غرفة النوم. الأمل في التغيير يعتقد كثر من المغرمين غراماً أعمى بأنّ الشريك سيتغيّر مع الوقت. فـ سينتيا مُغرمة بـ جاد وهو متسكّع يمضي وقته في الحانات الليلية، كما أنه عصبي وطباعه صعبة. هي تنتظر المعجزات، إذ انها تأمل بتغييره. هذه المرأة وسواها من شبيهاتها موهومات، فهو لن يتغيّر، وعليك أن تستوعبي أنّ "ما تَرينه هو ما تَلقينه"، وإذا تغيّر مع الوقت فالأرجح إلى الأسوأ لا إلى الأفضل. فإصرارك على الارتباط به قد يودي بحياتكِ العاطفية إلى حافة الهاوية. "القِلّه بتوَرِّت النقار" يُعتبر المال من أبرز مسبّبات المشاكل بين الأزواج حول العالم. فالحياة بأسرها تُبنى على مبدأ الصرف لاقتناء الحاجات، وبعد إنجاب الأولاد تكثر المسؤوليات والمصاريف. وقد تحدث المشاكل المالية بسبب بخل أحد الطرفين أو رغبة أحدهما في التبذير أو بسبب الاثنين معاً، وقد تؤدي إلى الطلاق. يذكر أنّ الموارد المالية في الولايات المتحدة الأميركية تعدّ المسبّب الرئيس لتوتّر العلاقات، بحسب استطلاع للرأي أجراه مصرف سانتراست. وفي المملكة المتحدة يُثار 39 خلافاً في السنة الواحدة بين الأزواج العاديين حول المال، بحسب منظمة "خدمة تقديم المشورة المالية". وفي أوستراليا يعدّ المال أحد الأسباب الكبرى للخلافات الزوجية، حيث يعتقد قرابة 85 في المئة من الناس أنّ المشاكل المالية تؤدي إلى الانفصال. |