مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد يواصل حضوره على الساحة السويدية مدعوماً من مؤسسة اليانصيب، ومجلس مقاطعة ستوكهولم ومدينة ستوكهولم، وسينما تزتيافولكيتس بيو، وتغطي النشاطات إعلامياً شركة الكومبيس، وبعدما أنهى جولة عروض على المدن السويدية مصحوباً بأفلام عربية عديدة مختارة، ها هو يحط الآن في العاصمة ستوكهولم ومدينة أوبسالا لتنظيم تظاهرتين للسينما العربية بحضور شخصي لعدد من السينمائيين العرب خالد أبو النجا والمخرجة آتين أمين مع فيلمهما (فيلا 69) والمخرج المغربي محسن البصري (المغضوب عليهم) المخرج رشيد مشهراوي (رسائل من اليرموك، وفلسطين ستيريو) والممثل صلاح حنون.
يومان لـ أوبسالا في 6 و7 أيار/مايو الجاري، في الأول يقدم شريط: «فيلا 69» الذي تشارك لبلبة في بطولته مع خالد الذي يُجسّد دور شاب يريد الحياة له وحده من دون النّاس، فتدخل عليه شقيقته الكبرى مع إبنها وتبدل مفهومه هذا.
وفي اليوم الثاني 4 أفلام:
- لا مؤاخذة، لـ عمرو سلامة عن طفل قبطي إضطرته الظروف العائلية الانتقال من مدرسة خاصة إلى أخرى حكومية، وبالتالي فهو سيكون في محيط طلبة مسلمين، فكان حذراً في إظهار حقيقة معتقده، مع أحداث جعلت الفيلم مادة جيدة للتداول.
- فلسطين ستيريو، للمخرج رشيد مشهراوي، محاولة لإظهار الرغبة عند المواطنين في الأراضي المحتلة للسفر إلى كندا بعيداً عن جحيم الحياة تحت صلف إعتداءات إسرائيل اليومية على الآمنين، فعمد شقيقان إلى العمل في مجال تأجير معدات صوت للمناسبات والأفراح ولكنهما مثل بعض الأصدقاء تابعا العمل ولم يستطيعا المغادرة.
- المغضوب عليهم، للمغربي محسن البصري، حظي الفيلم بتقديرات وجوائز رفيعة من مصر، مالمو، غوتنبرغ، ومسقط، وهو يحاول الإضاءة على مناخ الإبداع في ظل مناخات تكفيرية متطرفة مخيفة.
- وشريط الختام: رسائل من اليرموك للمخرج مشهراوي، والذي رصد أموال سكان المخيم في غمرة المعارك داخل دمشق بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
المهرجان الثاني تستقبله ستوكهولم في سينما تزتيا فولكيتس بيو يومي 8 و9 الجاري وفيه تعرض الأشرطة إياها التي قدمت في أوبسالا. حيث يكون: مالمو، قد جال على 12 مدينة سويدية عارضاً أشرطة عربية، ومناقشاً إياها مع أصحابها من خلال جمهور متنوع عربي مهاجر إلى هناك، وسويدي مقيم يريد التعرف على ثقافة جديدة خصوصاً في ظل الحملات الكثيرة التي تشن في غرب العالم على العرب والمسلمين وتصويرهم على غير حقيقتهم.
إدارة مهرجان مالمو السنوي تتحضرللدورة الخامسة التي تقرر إقامتها بين 2 و6 تشرين الأول/أكتوبر المقبل تحت شعار: لا للعنصرية، حيث يتم الاحتفال بالسينما الجزائرية في مهرجان رسخ أقدامه، وإستطاع رغم بعد المسافة عن العالم العربي أن يدحث نوعاً من الحراك السينمائي المميز، مقدماً نماذج من السينما تخدم خط التواصل مع الغرب لتقريب صورتنا الحقيقية منه.
مدير المهرجان الذي تعرفنا إليه قبل عامين في مهرجان دبي السينمائي محمّد قبلاوي، كان حريصاً على إبلاغنا بأن غاية مهرجانه هو تصحيح الصورة المأخوذة عن العرب والمسلمين في عموم العالم الغربي، من خلال تقديم أفلام لها طابع ثقافي إبداعي متميز، مع سينمائيين ومثقفين من العالم العربي يقومون بإثبات نظرية أن طبيعة العرب مسالمة وقادرة على التخاطب فكرياً ونظرياً، ووفق المبادئ التي يؤمن بها العالم المتقدم الذي تدأب وسائل إعلامه علىالتطاول علينا ووصمنا بالإرهاب والتخلف.
قبلاوي أشار في السياق إلى أن هذا المناخ الذي رسمه المهرجان لصورته جعل السلطات السويدية سعيدة بما تعمل عليه لذا شاركتنا هذا العمل داعمة والمستقبل غير البعيد سيجعل من مهرجاننا حدثاً كبيراً، والذي أكد عليه قبلاوي هو هذا التجاوب من الفنانين والنقاد العرب للحضور والمساهمة في النقاش، في الندوات، في لجان التحكيم، إحقاقاً لواقع ملموس، وهو أن هناك تياراً جارفاً من المثقفين العرب يريد إثبات نقيض الصورة العالمية عنا، وهو ما يتحقق جزء منه عبر منبر مهرجان «مالمو» الذي يحظى بالاحترام والدعم والمواكبة، ويبدو أن التجديد والاضافات السنوية خدمت حضوره وتطوره وتميزه.
محمد حجازي |