![]() |
“كأنْ لا أَحَدْ” كتاب جديد للمؤلف محمد آيت علو |
![]() |
حقائب الوجع...! ليسَ على أحدٍ أن يعرفَ...لكنْ صار الكُلُّ يعرفُ..وانتشرَ الخبرُكالنَّارِ في الهشيمِ..وها هوالعنكبوتُ الأزرقُ ينضَمُّ إلى العيونِ النَّاقِمةِ في اتحادٍ كُلِيٍّ لا يرحَم...
ـــ بــوح وانـتعـاش:
-1-
رجــلان لا أعرفهـما، وصاحـب اللحـية الكثـيفـة لـم أره من قبـل، والرجل المهيــب ملامـحـه توجعني، أما الأقرع فوجهـه ليس بغريب عنـي... وأنامل صبيـة تداعب سيجارة مرتاعـة فيما يبـدو من الرجال، ملسـوعة، مبعثرة الكيـان، مـن العـزلـة وغـدر الرجال، ومن الضيـاع تدخـن غليونها، ترتاد بداية لـيلة مقمرة...، وسـط الدم والذبائح والزغـاريد، والشعـرالمدلى، وإيقاع الطبول، و"قريقبة"، وصوت "الهجهوج" ممزوجـا بتـراتيل "العياطات"...، هي التي رأيتها ترقص على النار دون أن تحترق أقدامها المخضبة الحافية، تشرب الماء المغلي، والدخان كان يتسرب من قلبها...، ونحن جلوس على الأرض قرب نار متراصة اللهب، الأقرع عيناه تشعران بأعماقي، أحس بالزمن يتخطفني منهما وأفقي الواسع يشيخ، أعرف الآن كم قاسى، وكم ضيع من الأيام ليصلح أخطاءه، وهو الذي يفتح دكانا وسط السوق المزدحـم بالباعة، وصاغة الذهب والفضة، وليس بالدكان سـوى هاتـف يدخـل لاستـعماله بضع دقائـق، ويضيء المصباح ثم يغلق الباب الزجاجي وينصـرف، ولا أحد يدري الحاجة التي سـرها في نفسه، ولا حديث الناس إلاالأقرع، المتأزمون، الفضوليون في كل مكان، هوالذي يزيد من تأزمهم و حيرتهم في كل حين، فلا يزال يحرص على أن يشـترى كل مـرة عمارة، يغلـقها ويـرحل، تــرى من أيـن تـأتيـه هذه الأمــوال الطائلة؟ وهذا المال الذي يصب عليه صبا، زوجــته، ابنه، صهره، والنـاس أجمعين عـقولهـم في حيرة، يزيغون، يؤلفون الحجايـا، يجن جنونهم، والأقرع كـل يوم هو في شأن، إمـا مع الجـن والعفاريت وربما مارد أو خاتم سحري أو كنز، تعددت الأقوال، ولا أحد يدري! لكن الرجلان اللذان أعـرفهما كانا يتحدثـان عن اللـيلة السـابـعة والقـمر، وعن الذين ينهـشـون الأعراض ويفوزون...، وعن الذين يأكلون لحوم البشر، وصاحب اللحية الكثيفة يجذب الإنتباه بثرثرته العمومية المتواصلة، وبصوت عال، وكأنه يتكلم مـع كل الحاضرين في هذه الحضـرة عرفت أن اسمه" علال" و صديقه"سلام"، صارا من الأغنياء في رمشة عين، لـكن عين بنـي آدم لا ترحم، وها هما هنا لمعالجة ذاتيهما، الرجل المهيب، بياض في بياض، اللباس كما الوجه واللحية، تجاعيد بارزة ونظـرات عميقة،كان يديم النظر في كل شيء ولا شيء؛ وجه رأيته في يوم، في سنة،كان ينزوي في حانة، يلعن الأصدقاء والزمن المتعهر، وكان مغتما وحزينا، وقيل بأنه صمم أن يمتلك قطعة في القمر، وكان الحزن قد خيم طويلا، وحين أتيت أحمل له البشرى والجريدة، لم أر غيركرسي مهشـم مبـثور القـوائم، وقتئـذ سألت عنه رب الحانة البدين، فقال بأنه لم يعرف له أثر، لربما مات أو انتحر...!
-2-
قمرية الآن، تحاصرني بقوامها المرمي، البض والمكتنـز، ذات شعر فاحم و عينين زرقـاوين، وجهها أشبه بتفاحة ناضجة، يدفعـك مرآها إلـى أن تقضمها بأسنانـك، كانت قبيل هذا قد أحضرت الشاي، وأطباق مليئة باللوز والجوز، ثم أخذت تأكل كما تنقـر الطيور الحب، وأنا من فرط"الجذبة" أرى الأشياء" مقلوبة"، هو" الحال"، والكل يدور، ندور، ندور، في حلقة بلا نهاية ولا بداية، وأصوات تعلو ثم تنخفض، ويحضرني همس ترنيمة: ارحــموا من ذاق الهـــوى
و حالــه كحالـــــي
سهر الليالـــي....
"قمرية"حين تبتسم، تلألئ في القلب شمس الصفاء، قلت لها يوما:ـ اجعلي الحب بينــي وبيــــنك مبتدءا؛ ولا تطيلي التساؤل عن سفري في ليالي الشتاء، أيقظي الآن عينيك، فظلي لدي! اجعلي الحب بيني و بينك، أيقظي الآن قلبك، واذكري العهد! فـقد عاهـدت عيناك ذات صباح، قبل أن أهاجر، ليس لي الآن غير ملامح وجهك، لكم هو آثم قلبك، لماذا يقترف كل هذا النسيان والجفاء.
-3-
هذا هو ليل الشغب، والكـلام قبـلات، فهل جربت أن تعيش مـع أناس لا يفهمون لغتك تقــول…؟وأقول: بل وقد لا تفهم لغتهـم !! أما أنا فقد عشت وخبرت ذلك، حتى صـار البـدرهـلالا، فقـمرا منيرا...!
والحال يغني عن الشكوى، إليك وقد # عـرفـت حالي، وإن لم أ حكيه بفـم.
والليل طال أو لم يطل، فقد شربناه، وتنفسناه، ودسـناه، أكلـناه ونسيناه، أحرقناه وأزلناه، وصرنا نمــلك منه أنماطا، لاعد لها ولاحصر، ولن تكون النهاية أو الفاجعة لو مات حينئذ...!
-4-
أنا لا أعرف بأن الربـى الحالمة،كانت تقص ليلـة حب مع نجم مـل طول الوقوف في كونـه الرحب، أو أطل من أفقه، وحط عليها ناثرا فوقها سناه !! أبدا!ولم أرها تقص ليلة حب قد طوتها مع الندى المتقاطع، ولم أرها صبية تتوارى في حياء، لم أرها تلقن الروض درسا في صفاء الهوى، ونبل المشاعر....!
-5-
حين ستأتي سنرقص على نغمات "الجاز"، سنلتقي نحـن الإثنان في ارتماءة أخيـرة! وسأعترف لها، بأنها غيرتـني مثلمـا ولادة جديدة، أدخلها برضى واختيار، وسـآتي إلى العالـم الذي يصير لي كله، وسأمتطي ظله، فيه أكون مغسولا من صدإ السنين وتعفنانه، وسيطـول بي سهري، ويعود بي إشراق فألي، وأنحث الخطط على حجمي و مقاسي، أجل! سنبحر في كلينا، ونغوص نغوص، نغوص...!
-6-
هو ذا الباب المشرع، لكنه مغلف بالسواد، محاط بالريبة والخوف، والأثواب الخضر، قالت لي السكرتيرة بعدما حدقت في وجهي طويلا باستغراب و"عينها ميزانها": لا يمكن للعرافة أن تراك بدون "رانديفو" بإمكانك الانتظار أو المجيء غدا، تمعنت جيدا في كلامها، ثم قسمته إلى قسمين، فاخترت الإنتظار؛ ورمـيت في وجهـها غدا و قلت:ـ هأنذا من المنتظرين...!
جلست في قاعة الانتظار أتفحص عيون المنتظرين والمنتـظرات، رأيت الرجـلان وصاحب اللحية والأقرع والمهيب، وأخـذت مجلة من المجلات المتراكمة، وقد مـررت عليها منتبها إلى تقادمها، حتى جاء الدور، "تودا" تعتدل في جلـستها، عرافة عجوزسوداء موشـحــة بوشـاح أحمـر، مـوشومة الذقــن والجبين، موشاة بلآلئ فضية، مشدودة الأيـدي بأربطة بيضاء، حينها رمـت بعـض البخـور في موقدها، وهمهمت بتعاويـذ لم أمـيزشـئا مـنها، اهتز قـلبي، جـف ريـقي، اصفروجـهـي، وانقبضت، تأملت كفي، فكرت ثم قدرت، فعبست وبصرت، ثم انطلقت تصفف الورق هامسة: أنظرأنت رقيق الإحساس جدا، حين تدس بقدميك ظلال الآخرين، تحـس بها للغاية، وتحول كل المسافات التي تقدرها بعينيك، اعلم بأن البحر قد أقسم بأنه سيرسل قوة موجه مرات عديدة، وأقسم أنه سيقتحم يوما ظهرك، سيجعلك وجبة، هناك رجالا يخبئون عيونهم بنظارات سوداء، وأعينهم تضحك وراءها، أنت تقول لهم:ـ
" سادتي، أحاسيسي أورقتي، تتوقف على الظلال، وهم يضحكون وراء نظاراتهم، والذين لايملكونها يبحثون عن شيء، نظراتهم تتراقـص، وكلماتهم تتناثر، وأنت يا ولدي من بين كـل اللغوتفضل النهاية، وثمـة عيون ترمـق خيباتك شزرا، وحين ستباغـث نظراتهـم، ستسقـط حتما أعينـهم! وحتى أول لحظة التي ستعـرف فيهـا فتاة،لم تكـن تحـس بأنها تمتـلك ظـرفا، لــم تحـس بانجذابها، فكرك كان منـصبا فقـط على تركها، والتخلي عنها، حاجة مختلفـة تعتقد فيها، أنت يا ولدي عبثي للغاية، وجهك يفضحـك، يخطئون في تقديراتهم لك، لاأحـد يفهمك، لاتبـالي بالخطأ، تبادر إلى الضحك على أي شيء، ولا شيء ثم تغرق فيه، انظر سيكون لك المال الوفير وسيكون لك جسد بألف وجه، وأحبة بلا عدد، سيضعون الشمس عن يسارك والقمرعن يمينك، وكل الأرقـام حظك، قالت و قالت... ، قلـت في نفـسي:ـ أرقـــام حظي أعرفها، الفاصلة بيننا، لكن الصفر صفر...!
قراءة في منجز المؤلَّف الجديد
للكاتب المغربي محمد آيت علو "كـأَنْ لا أَحَدْ"
عنمنشورات“مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال”المغرب، صدر للكاتب محمد آيت علو، مؤلفه الجديد بعنوان: “كأنْ لا أَحَدْ”، ويقع الكتاب في 112 صفحة من الحجم المتوسط، المقاس: 14.5× 21.5 سنتموتضم 20نصا، هي على التوالي: “وجوه وأفواه”، “إلى حين تمطر”، “أصبع صغير”، “زنزانة لاتضيء”، “كذلك بعد اليوم”، “صوررجال جبال”، “حائل الاشتهاء”، “احتضارحياة”،“طيف ابتسامة”، “اختراق محموم”، “ تردد...”، “ذو الوجه النحاسي”، “الطفل الكهل”، “كوة في الغياب”، “آلة صماء وإنسان”، “نظرة بنظرة” ، “الاجتماع الأخير”، “قناع ممثل”، “أيقونات الغفلة”، “أخيراً وحدك”، وتتصدر غلافها لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي خالد عروب.
ومؤلف: “كأنْ لا أَحَدْ”يأتي ضمن المشروع المتميز بفرادته، وهي بحسب تقديم المبدع ابن الأثير عبده بن خالي:"...نُصُوص منفلتة، ولقد برع الكاتب محمد آيت علو لما اصطنع تلك المسافات بينها وبين القارئ، وهذا لايَصْدِمُنا في شيء طالما أن هذه النصوص تتماهى مع حقيقة تكاد تترسَّخ كما هو الحال عند كافكا:" إنني أكتب خلاف ما أتكلم، وأتكلم خلاف ما أفكر، وأفكر خلاف ما يجب أن أفكر، وهلم جرا إلى أعمق أعماقِ الغُموض" هكذا يتداخل هذا الإنفلات في تلك المسافات لتصبح المسافات انفلاتا حَداثِيا للإبداع، ثم إن الأعمالَ الإبداعيةَ المُتَميِّزة لايحدِّدُها بعدُ مقياسٌ ثابتٌ، فهذا لايحدثُ حَتىَّ في الحُلم. كما أنَّ العالمَ يفلتُ مِنَّا باستمرار، والإبداعُ يحاولُ القَبْضَ على هذا الإفلات، فنحنُ حين نستعيدُ بالإبداعِ هذا العالم الهاربَ منا، لانضعه في صورةٍ مُؤَطَّرةٍ ونحتفظُ به كذكرى لمسافات، واسترجاع لما قد فات...وتمتدُّ هذه المسافات في ذلك الإنفلات، ليُصبحَ الإنفلاتُ مسافات بين التداخُل والإمتدادِ رؤية في اتجاه أن نكون أو لا نكون...!!
إنها الكلمة / الإبداع، والحكي عن الفرح الجامح بصخب وتوهج، عبير ينتشر عبر الأمكنة / الأزمنة من ضوء يُغَذي جُوع العتَمات المنْدُوبة جِراحها فينا كالنَّزِيف، ومساءات الرَّغْبَة المبحُوحة في الانفلاتِ من ذاك العالم المسَيَّج بالريحِ والخواء، واحتراق الكلمات الناضجة فينا، فتبقى المسافةُ بيننا طُقوساً لانفلات لم نمارسه من قبل...!
فسلاما عليك أيها الواقف عند مدخل القلب، سلاما عليك أيها الجسدُ المنفَلِتُ فينا، حُلماً يُراوِدُ الذَّاتَ، ويسعى إلى تدميرِ المَأْلُوفِ، سلاما أيُّها القلبُ الرَّاقِصُ على جدار الحُزنِ الرَّاكِضِ في اتِّجاهِ النَّافذَة بحثاً عن كُوَّةِ فَرح، ملفوفٍ بمرايا عشتار وأناشيد لوركا...يدك الريح على كف الشمس وسط الظلام، ومشيئة الظل الذي هو ظلك في ظلين...، الأولُ يحَلِّقُ داخل متاهاتِ الوَجْدِ وأزقَّةِ المدينةِ، يُغازِلُ الجرائد سيلاَ من رماد...، ويُغطِّي الثاني رموزه بحدائق تحَجَّرت نبوءاتها في دمِه، و من أجل لا شيء، هو المرمى هناك بين نوافذ الريح، بينالنَّدى والبَحْرِ، يبقى الإشتهاءُ لديكَ في الإنفلاتِ إلى شُرْفةٍ مُضيئَة، مُطَرَّزة بِلَيْلِ السُّمارِ الموسُومِ بالحَكْيِ والشَّغَبِ المبْدِع...!
مِن هُنا تَبدأُ الحكاية/ الكتابة والكلمات...، وحبك المشنوقِ بحبالِ المنْعِ والرَّدْعِ والصَّفْعِ، وحقيقة إنفجاراتك الداخلية، وكل التناقضات التي تجعلُ العالمَ يضيقُ أمام عينيك، حتى يُصبح في حَجْمِ عُلبَةِ الثِّقاب."
وهي نصوص تتميز ببعدها الإنساني، وعمق معانيها ورمزيتها ودلالاتها في الأغلب الأعم،كما أنَّها تمتحُّ من صور واقعية لترتقي بالمتلقي إلى رحابة القيم الانسانية، وبخاصة لما يدرك الواحدُ منَّا حقيقة وحدته الملازمة له في الأول والأخير،فيضطرُّ إلى أن ينعش ويطهر بالحب ساعات لقائه ووداعه لمن حوله،ومحمد آيت علو هو أديبٌ وباحثٌ مغربي ينشر في الصحف والمجلات المغربية والعربية وعبرَ مواقع الانترنيت المختلفة، وقد بدأ نشر إبداعاته الشعرية والقصصية منذ 1986. كما عمل مراسلا وكاتبا صحفيا، ومشرفا ومعدا للصفحة الثقافية لجريدة "تحولات" التطوانية الصادرة باللغتين الاسبانية والعربية، و اشتغل أستاذاً في العديد من المدن المغربية" تنغير،ورزازات، الشاون، مرتيلطوان، تزنيت،ثمآكادير...وكان لذلك أثر كبير في صقل تجربته،والتي عبر عنها ذ. محمد رحمان بقوله:"مسافات زمنية استطاع الكاتب أن يكثف فيها تجربته الحياتية، وأن يصقل تجربته الإبداعية ومن حيث المكان (من تيزنيت وإنزكان وآيت مــلول/أكاديرآسفي الصويرة جنوبا، وصولا إلى طنـجة وتطـوان شمال والميرياوالشاون، بل إلى تخوم الشرق الصادعبالأناوالأنـوية(تنغير ـ ورزازات مثلا) أماكن دافئة، جعلت النصوص تمتلك دفقا شــعوريا وإحالة على المسافات .(لقد دخل المؤلف في سباق المسافات الطويلـــة مع الزمان والمكان وهذه طبيعة الأدب".
وفي سياق آخر يعتبر محمد آيت عـلو كبسولة تدَّخِرُ كل الأسئلة المحرقة، أو" رادار" يلتقِـطُ كل التفاصيل من على شاشة الإرسال النفسي والإجتماعي، إبداعهُ متنوعٌ يَنْصَهِرفيه ماهو نثري وشعري وسير ذاتي/مصورة الـذات، وانشطاراتها سواء في حزنها أوفي يأسها المرير..، وسرعان ما تتسامى لتشارك الآخرين التطهير من قبح العالم ونشر الفرح الإنساني".
ومن مؤلفاته الإبداعية - "باب لقلب الريح" في طبعتين، ط 1غشت"2000/ط2 أبريل2011، "زورق ونورس"ديوان شعري2001، "عيون على سفر" 2002 شعر، "عزلة والثلج أسود" 2010ديوان شعري، "منح باردة "2017قصص، " طينُ الشتاء" 2019ديوان شعري، وقد حاز على دروع وشهادات تقديرية للتميز والابداع فضلاً عن مجوعة من الجوائز منها:جائزة المسرح المدرسي من خلال مسرحية"زوال أقنعة هينة" شفشاون، جائزة المسرح المدرسي من خلال مسرحية"ظلالالدونكشوط" تنغير/ ورزازات، وجائزة قصص (كوريا/ سيول(القسم، العربي/جائزة أناشيد الأطفال(رـ ت الثالثة (إذاعة هولندا/ق،ع)، وجائزة عبدالله راجع في فن المقالة 2010/ودرع البي بي سي اللندنية"*ق. العربي/الجامعة العالمية إ2011"وجائزة الثقافية الجزائر"شموع مضاءة"2012، وجائزة ملتقى القصة العربية الكويت 2014، ثم الجائزة الدولية الفلسطينية للفن السردي 2015،كما شارك في مجموعة من المهرجانات والملتقيات الأدبية، منها التميز للإبداع في المجال الفكري2016"تمسية/آكادير،ثم ملتقى الإبداع من خلال "إصدار جديد المجموعة القصصية: "منح باردة" 17 أبريل2019 .
ويأتي مؤلف "كأنْ لا أَحَدْ "في سياق مشروعه التجريبي "نصوص منفلتة ومسافات"، التي بدأها الكاتب أواخر التسعينات احتكاماً إلى التّجديدات في الشّكل وركوب مغامرة التجديد والتنوع ورفض قيود الإطارات المنمقة، فقد كان إيمانهُ منذُ البداية بأن التصنيف الأجناسي مجرد وهم، وليسَ له أي معنى، وأنَّ المسألة لاوجودَ لها، كما ذهب إلى ذلك كل من رولان بارثوكروتشهوبلانشو فيما بعد، ويبقى الإبداع هو الحاسم، وهي تجربةٌمفعمةٌ بشيء من التّفاؤل والتّطلع إلى المستقبل، وركوب ممكنات التحدي، رغم كلّ العراقيل الراهنة التي تحفّ الطريق، وقد ارتأى الكاتب محمد آيت علو إصدار مجموعته نصوص أدبية”كأنْ لا أَحَدْ ”إلى عدّة خصائص شكّلت الإٌطار العام لهذه النصوص الجميلة، والتي ظهرت كأعمال لافتة بسحر سردها، وإن حافظت على خصائص القصّة القصيرة بشكل لافت، وفي التقائها مع خصائص السكريبت " أو السيناريو، حيث التَّخييل الخصب، والرّمز على اختلافه وتنوعه، والاستعارة، والاستفادة من نسق قصيدة النثّر. وعدم الرّبط بين الجمل. الشّيء الذي جعل النّصوص، في قصرها و كثافتها، و أسلوبها الوامض، ولغتها المجازية، واختلاف تيماتها،
وتنوع رؤاها السّرديةتبدو مختلفـة، اعتماداً على ما يُحفّز ويدعو إليه منطق التّجديد والتّجريب، بعيداً عـن النّمطية، ومُسايرة ما هو كائن… هذا ويمكن اعتبار" كأنْ لا أَحَدْ" لمحات ودهشة وومضات لما آل إليه الوضع الإنساني في الحال والمستقبل، بل إشارات قد تبدو بعيدة، ولكنّها من شظايا ما هو كائن....
مؤلف “كأنْ لا أَحَدْ ” شهادة قصصية فنّية تلميحية، شحنة مركزة وجرعات مكثفة من المشاعر الرقيقة والقيم الانسانية، لفظاعة ما يعرفه الواقع الإنساني، وهي بمجموع نصوصها النّابضة بالحياة، وبحُرقة الواقع المعيش، وما يَعتريه، تشي بقلم متجدد لمحمد آيت علو، الذواق للإبداع، والمؤمن بقوته لتجاوز اللَّحظة الآن، البارع الماهر في اقتناص اللّحظة و تشكيلها… والذي تَعِدُ مجموعته هذه، بعطاءٍ كثيرعلى درب الإبداع الجميل السحري الرائق، كما عوَّدَنا دوما. وهو الذي يعتزُّ ويحترمُ قراءهُ كثيراً، ويستفيدُ من طرق مقارباتهم وإبداعهم في تصور المعاني وفي التعبير عنها، ويبقى من حق المتلقي لأي نص أن يبني أفق انتظاره بالطريقة الممكنة والمناسبة له.
|