![]() |
||||
الفنان التشكيلي البزري: للإبداع بحريّة واحتراف في مواجهة الإرهاب |
||||
![]() |
||||
الفنان زاهر البزري |
||||
لإبداع موهبة أعطيت لكلّ الناس إنّما بدرجات تختلف بين الفرد والآخر، ولكن الفنّان يتميّز عن غيره بالقدرة الإبداعية الهائلة التي تمكّنه من تحويل الأشياء والمناظر الطبيعيّة الى جوهرة فنيّة بأسلوبه المنفرد والمتميّز. في سعي موقع "التحرّي" لتسليط الأضواء على هذه المواهب وتشجيع الفنّانين في متابعة مسيرتهم لتبقى بيروت كما عرفها العالم "منارة الثقافة والفنّون"، أجرى "التحري" مقابلة مع الفنّان التشكيلي زاهر مهيب البزري
ما دور النقابة تجاه الفنانين وهل ساعدت في انتشار أعمالهم في لبنان والخارج؟ هناك نقابة الفنانين التشكيليين في لبنان وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت. الاولى نقابية لا تنظّم على حد علمي اي نشاط ثقافي ويتعذّر الانضمام لها بسبب شروط الانتساب بها، ولكن جمعية الفنانين كانت هي النقابة والجامعة الفعلية للفنانين التشكيليين اللبنانيين فهي تساعد المنتمين إليها، بالرغم من الامكانيات المحدودة، في تنظيم المعارض الفنية والنشاطات الثقافية في لبنان وخارج لبنان. ونحن نطلب منها المزيد من التشدّد في مراقبة المعارض التي تقام في لبنان لمزيد من الحرص على المستوى الفني.
هل وزارة الثقافة اللبنانية تستثمر بالفنانين التشكيلين، وما دورها في دعم هؤلاء؟ نظرا للامكانيات المعدومة لوزارة الثقافة، يقتصر حضورها المعنوي في النشاطات الثقافية، إذ أنّها لا تقدّم اي دعم للفنانين في المجالات كافّة وليس فقط في الفن التشكيلي. أبرز ما قامت به هو تأمين الضمان الصحي للفنانين من خلال القانون وهي مشكورة على ذلك. وأودّ أن أشير الى أنّه من واجب وزارة الثقافة المبادرة في اقامة متاحف فنية تشكيلية في كل المحافظات اللبنانية، شراء اعمال الفنانين وتقييمها واعداد المعارض في لبنان وخارجه.
هل يعتبر لبنان من الدول المتقدمة بمجال الفن التشكيلي؟ وهل يوجد عدد من الفنانين اللبنانين المتألقين في الوطن وخارجه؟ بالطبع، لبنان من رواد الحركة التشكيلية العربية ولديه كمّ من الفنانين الممتازين، وهناك حركة فنيّة ملفتة بالرغم من تدني المستوى الفني لبعض الفنانين؛ ولكن بالإجمال هناك حراك ثقافي ابداعي ملفت، ولدى لبنان العديد من الغاليريات الممتازة، مما ساهم ويساهم في نشر الفنانين في الداخل والخارج
هل يوجد جامعات لبنانية في المحافظات كافة للتخصص بالفن التشكيلي؟ يوجد في لبنان عدد من الجامعات اللبنانية لاختصاص الرسم والتصوير، وكليات للفنون الجميلة التي تخرّج عدد من المبدعين، وهناك كليات الفنون التابعة للجامعة اللبنانية في طرابلس وبيروت فرعين والشوف، ولكن الجنوب اللبناني محروم من هذا التخصص بالرغم من ان العديد من الفنانين التشكيليين هم من ابناء الجنوب ما هي العقبات التي يواجها الفنان التشكيلي؟ ان ابرز ما يواجهه الفنان في لبنان هو عدم التمكّن من العيش من خلال بيع اعماله، فهو يعمل باكثر من مهنه لكي يستطيع ان يبدع ويقيم معارض او ان يشارك في بعض اخر ان الفنان التشكيلي على الهامش دائما في كل نشاط ثقافي او اجتماعي وطني، لا تتمّ دعوته كما يحدث في بعض المهرجانات التكريمية والاحتفالية والمقابلات التلفزيونية وغيرها... لكي تعرف مدى تقدم شعب وتطوره و حضارته يجب ان ترى فنانيه فهم انعكاس لهذا المجتمع ومرآته، لذلك يجب الاهتمام اكثر بالمبدعين في كافة المجالات وليس في مجال دون اخر . ما هي رسالتك الفنية في زمن الثورات والحروب والنزاعات تجاه الاعلام وايضاً الشعب اللبناني؟ لقد تأثرت بشكل كبير في الحراك الثوري العربي وانتجت العديد من الاعمال، منها ما عرض في الخارج ولقي الصدى الايجابي، فلقد دعمت بطريقتي هذا الحراك ولكن منذ البداية وفي مقابلات سابقة ذكرت انه يجب على المفكرين والمثقفين مواكبة هذا الحراك لكي يُحافظ عليه ويبقى على الخط الاصلاحي الصحيح؛ لاّن للفن الدور الاساسي في حراك الشعوب وهو الاداة المثلة بالاضافة الى المفكرين والاعلاميين والمبدعين في تكوين اي حراك كان. أتوجّه الى الإعلام، خاصة الذي هو اليوم من اكثر الوسائل تأثيرا في المجتمعات كي ينشر الفكر المبدع الاصلاحي البعيد عن التطرف والتمييز والعنصرية.
هل تعتبر ان الفن التشكيلي أصبح من الزمن الماضي في الدول التي تنتهك بالعنف والحروب المستمرة من المجموعات التكفيرية المتشددة؟ في كل الازمنة مرّ الفن في انتكاسات وأُخذ رهينة السلطات، فجُيّر لخدمة افكارها والتسويق لها، وليس بالجديد ان يتأثر الفن في ظل هذا الجنون المتخلف الضلالي الذي تمر به المنطقة، والخطر ليس فقط من الحركات التكفيرية، التي اسميها انا الحركات الجنونية، بل من كل الحركات المتشددة المنغلقة على نفسها والتي لا تقبل الاخر وهي كثيرا في العالم. وهذا العنف الممارس أمام اعيننا في كل مكان يمنح العنفوان والطاقة للفنانين لمزيد من العطاء لدحر هذا الفكر المتخلف الرجعي، بالاضافة الى المشاكل اليومية التي تؤثر في افكار الفنان ووجدانيته. والعمل المقرف الذي ارتبكه عدد من الحمقى المتخلفين في الانتقام من رسامي الكاريكاتور الفرنسيين الذي استنكره بشدة، كما ادين ما يقوم به الرسامون، فانا مع الحرية المطلقة للفنان ولكن من دون احتقار الاخر والاساءة الى اي معتقد، وان عمل الاعتداء يهدف الى اخافة الناس وخاصة المبدعين لما لهم من دور هام في التأثير على المجتمع، لذلك اطلب من الفنانين الابداع بحرية واحترام وعدم الاكتراث لتلك الظواهر. فادي ثلج |
||||
|
||||