التوحد.. أسبابه وأعراضه عند الأطفال

ما هو مرض التوحد وما هي أشكال طيف التوحد؟ نتعرف على تعريف المرض وأسباب الإصابة به، كما نتطرق إلى وسائل العلاج المتاحة لمساعدة المصابين بهذا المرض، كل هذا نتناوله من خلال السطور القادمة للمقال.
- التوحد (بالإنجليزية: Autism) هو اضطراب في تشكل ونمو التطور الروحي والإدراكي للطفل، الأمر الذي يحول دون تشكيله فهماً دقيقاً لما حوله من علاقات ومفاهيم اجتماعية؛ وبالتالي حدوث مشاكل في التفكير، والشعور، واللغة، والتواصل مع الآخرين، وهو اضطراب عصبي المنشأ يتركز تأثيره في الدماغ.
- يعبر هذا المفهوم عن ما يعرف بـاضطرابات طيف التوحد والتي يندرج تحتها أكثر من اضطراب من بينها التوحد الكلاسيكي، ومتلازمة أسبرجر، بالإضافة إلى التوحد اللانموذجي.
- يحدث الخلط كثيراً ما بين متلازمة أسبرجر واضطراب التوحد الكلاسيكي، فالأطفال المصابون بمتلازمة أسبرجر يشكون من إعاقة بسيطة يصعب تمييزها من سلوكهم الظاهر للعيان.
- على رغم تشابه بعض مواصفات المتلازمة مع مرضى التوحد، إلا أن الأطفال المصابين بأسبرجر يعانون من مشاكل أقل في الكلام ويحققون معدل ذكاء ضمن المعدل الطبيعي (متوسط أو أكثر من متوسط بقليل)، بالإضافة إلى كونهم لا يعانون من إعاقات التعلم المرافقة لاضطراب التوحد، لكنهم قد يواجهون بعض الصعوبات في المهارات التعليمية، مثل: عسر القراءة، اضطراب نقص الانتباه، فرط النشاط والصرع.
أسباب إصابة الطفل بالتوحد
يبقى السبب الدقيق وراء إصابة الطفل بالتوحد مجهولاً حتى وقتنا الحاضر، إلا أن الدراسات الكثيرة التي تم إجراؤها في هذا السياق أوضحت ارتباط الإصابة ببعض عوامل الخطورة:
- ثبت أن الأطفال الذكور يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من الإناث بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف.
- يوجد ارتفاع في معدل انتشار المرض بين الأطفال في بعض المناطق مقارنة بالأخرى، ويشتبه بأن العوامل البيئية مثل الإنتانات الفيروسية والملوثات البيئية يمكن أن تسهم في حدوث اضطراب طيف التوحد.
- يزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال الذين لديهم أخ أو قريب مصاب باضطراب طيف التوحد؛ مما يشير إلى أهمية العوامل الوراثية في الإصابة بالحالة.
- قد يترافق التوحد لدى بعض الأطفال مع اضطرابات جينية، مثل: متلازمة رايت (بالإنجليزية: Rett syndrome)، ومتلازمة الصبغي إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome).
- يعتبر الأطفال الذين ولدوا قبل الأسبوع 26 من الحمل، أو الذين خضعوا لعمليات ولادة معقدة ومخاضات صعبة أكثر عرضة للإصابة.
- من المحتمل وجود علاقة بين عمر الوالدين المتقدم وإصابة الطفل بالمرض، ولكن هذه العلاقة تحتاج إلى مزيد من البحوث للتأكد من صحتها.
- تنفي الدراسات التي أجريت إلى الآن العلاقة ما بين لقاحات الطفولة والإصابة بمرض التوحد.
أعراض التوحد عند الأطفال
تختلف ماهية أعراض الإصابة بالمرض وعددها ما بين طفل وآخر، لكنها تبدأ بالظهور في غالبية الحالات خلال عمر الرضاعة، إلا أنه وفي بعض الحالات يبقى المظهر العام لسلوك الطفل وتطور شخصيته طبيعياً خلال العامين الأولين من عمره، ومن ثم تتبلور أعراض التوحد وتنكشف قبل بلوغه السنة الثالثة من العمر كحد أقصى، تتلخص هذه الأعراض بما يلي:
اضطرابات في التواصل والتفاعل مع الغير
إذ يعاني الطفل المصاب بالمرض من صعوبة في التعامل وعجز عن اكتساب مهارات التواصل، ومن علامات هذا الاضطراب:
- لا يستجيب الطفل عند ندائه باسمه فيبدو أحياناً وكأنه لا يسمعه حتى.
- يقاوم العناق والتلامس الجسدي مع الآخرين ويرفض اللعب مع الأطفال من سنه، بل يفضل الاختباء داخل عالمه الخاص.
- لا يتواصل بالنظر في أعين الآخرين، ولا يفهم تعابير الوجه التي تبدو أمامه، بل ويعجز هو نفسه أن يبدي ملامح تعبيرية عن طريق الوجه.
- يكون الطفل قليل الكلام وحديثه عديم الانسيابية، وقد يفقد الطفل مع تقدم المرض الكلمات التي سبق له أن تعلمها.
- قد يسرد الطفل أحياناً كلمات متكررة غير مترابطة وليست ذا معنى، كما يمكن أن يتكلم بنبرة عالية وحادة أو بصوت متقطع كالرجل الآلي.
- يعجز الطفل عن التعبير عن مشاعره ورغباته كما يبدو عاجزاً عن فهم مشاعر الآخرين أو ما يطلبونه منه.
نمطيات سلوكية متكررة
فالطفل المصاب بالتوحد يبدي عدداً قليلاً ومتكرراً من السلوكيات والاهتمامات والنشاطات، فمثلاً:
- يقوم الطفل بحركات متكررة كالدوران أو تحريك الأيادي بنمط معين، حيث نجد أن لغة الجسد الغريبة تعتبر انطباعاً شائعاً عند طفل التوحد.
- قد يندهش الطفل المصاب من أبسط الحركات أمامه كدوران عجلة السيارة أو غيرها ويبقى يراقبها لساعات، لكنه عاجز عن تفسير مثل هذه الحركات أو فهم الغرض منها.
- قد يكون الطفل مفرط الحساسية تجاه الضوء الساطع أو الصوت العالي، بينما من الشائع عدم مبالاة الطفل للألم أو الحرارة العالية.
- يقوم أحياناً ببعض النشاطات التي قد تسبب الأذى لنفسه أو لغيره مثل العض أو ضرب لرأسه.
ملاحظة: في بعض الحالات تتراجع هذه الأعراض أو تقل حدتها مع تقدم الطفل نحو سن الرشد والبلوغ، فيزداد اندماجه بالمجتمع وتتحسن قدرته على التعاطي مع غيره، ويمكن لبعضهم حتى أن يعيشوا حياة قريبة من الطبيعي.
في المقابل تبقى الأعراض عند عدد من الأطفال ثابتة مع تقدم العمر، وتكون سنوات المراهقة هي الأصعب لديهم نظراً لمشاكل اللغة لديهم وعجزهم عن مهارات التواصل.
علاج التوحد
لا يوجد علاج شافٍ لمرض التوحد في وقتنا هذا، فالهدف من العلاج فقط تخفيف الأعراض، وتحسين مهارات التواصل والاندماج لدى الطفل، ومساعدته في اكتساب المهارات الأخرى الضرورية للتعلم وممارسة النشاطات اليومية، ويتم ذلك في مراكز متخصصة في علاج التوحد، وعلى أيادي أطباء ومعالجين متخصصون في التعامل مع الحالات والأعراض المتنوعة جداً لأطفال المصابين، وتقديم العلاج المناسب لكل طفل على حدة وفق ما يتناسب مع أعراضه وحالته الراهنة.
إن الأفراد المصابين بالتوحد يمتلكون قدرات ومواهب فريدة، ويمكن للدعم المناسب أن يساعدهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة في المجتمع بشكل إيجابي، كما يمكن أن يكون التوحد جزءً من هوية الشخصية ويساهم في تشكيلها، ومن المهم تعزيز مفهوم التنوع والاحترام لجميع الأفراد بغض النظر عن اختلافاتهم.
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتالفنّانون يواسون زياد برجي في وداع شقيقه الرّاحل… دموع ومشاعر مؤثّرة
تقبَّل الفنّان زياد برجي العزاء بوفاة شقيقه الرّاحل محمّد حسني البرجي (أبو ربيع)، في “جمعيّة…
قلق ورسالة حزينة.. ابنة هيفا وهبي تحاول إنهاء حياتها
انتشرت في الأيام القليلة الماضية أنباء عن إقدام زينب فياض ابنة الفنانة هيفا وهبي على…
انس وزينة محتوى وتاثير مع تفاعل جماهيري واسع !
بدأت رحلة هذا الثنائي الرائع عام ٢٠٢٢ في فترة كورونا حين قرروا خوض تجربة صناعة…