حكايات الناس

يحفل تراثنا بأخبار المتطيّرين والمتشائمين، لكن هذا لا يعني انه ليست هناك حالات يبدو سوء الطالع فيها واضحاً جلياً كعين الشمس.
والامثلة الشعبية التي تحاكي الموضوع كثيرة منها:
«جازي وجوّزتك .. حظ منين بجبلك؟».
«المنحوس منحوس ولو علّقوا برقبتو فانوس».
«يلي ما إلو حظ لا يتعب ولا يشقى».
لائحة طويلة من الأمثلة تدور في فلك الموضوع.
وتأتينا حكاية المصري صلاح الدين محمّد علي لتؤكد صحة هذه الامثال.
رجلٌ عادي أمضى حياته نادلاً في مقهى ببولاق الدكرور أحد أحياء القاهرة، صدمته سيّارة فشكّلت له نوعاً من الإعاقة في رجليه، بعدما كان يصلح الكهرباء في منزله فلطشه التيار الكهربائي وكاد أنْ يتفحّم.
بعدها سقط عن السلام فعطب كتفه.
تشردق وهو يأكل وكاد أن يختنق ويموت.
أصابه مرض في عينه ما أضعف بصره إلى درجة كبيرة.
مرّ بائع الكاز المتجوّل قربه فداس حصانه على قدمه الصحيحة فعطبها.
ومؤخراً أُصيب بحالة صحية استدعت إدخاله المستشفى، حيث كان في غرفة مع مريض اسمه مكرم بسطموز..
تدهورت حالته الصحية ومات كما مات في نفس اليوم شريكه في الغرفة.
استلمه أهله، وصُلِّيَ على جثمانه ودفن، وتقبلوا التعازي بوفاته واستراح.
ثم تبين بعد التدقيق ان الذي صلوا عليه ودفنوه وتقبلوا التعازي بوفاته هو الـ «بسطموز».
سوء طالع في الحياة والممات.
بناء على هذا الاعتراف بوجود سوء الطالع هل يمكن ان نقول بأنّ هذا الهواء الممتزج بالغبار الذي يتنفسه الشعب اللبناني اليوم.. هو من سوء الطالع.. أم ماذا؟.