الذكرى الأولى لوفاة كريم العراقي.. كاظم الساهر يوثق ابداعاته.. ومهرجان للأغنية يحمل اسمه!

مجلة الليدي كوين – لبنان – بقلم: الحبيب بن دبابيس.

 أحيت رابطات عشاق القيصر في مختلف دول الوطن العربي  واحباء الشاعر كريم العراقي واصدقاؤه وعائلته الفنية واسرته يوم الاحد 1 سبتمبر المنقضي الذكرى الأولى لوفاته التي كانت العام الماضي  في مستشفى "كليفلاند"  في أبو ظبي، عن سن 68 عاماً، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بمرض السرطان عافى الله الجميع.

تجربة ثرية ومتنوعة

 وكان المرحوم كريم العراقي  قد بدا في مجال كتابة الأغاني عام 1974 من خلال أغنيتين للأطفال هما "الشميسة" و"يا خالة يالخياطة" وحينها كان  طالباً في المرحلة المتوسطة،  وقدم عدة أعمال ناجحة  وهي "تهانينا يا أيام" لصلاح عبد الغفور و "دار الزمان ودارة" لسيتاهاكوبيان وأغنية "جنة جنة" للفنان رضا الخياط وألحان عباد عبد الكريم و "عمي يبو مركب" لفؤاد سالم و"وي هلة" لأنوار عبد الوهاب و"عرفت روحي أنا " لرياض احمد و " يا أمي" لسعدون جابر و "هلة بيك " أغنية رياضية، وقدم كلمات لـ4 أغان لسعدون جابر من ألحان الفنان بليغ حمدي عام 1981 وثلاث أغان لحسين نعمة " تحياتي ـ شكد صار أعرفك ـ هنا يمن كتلي اعتمد" وأغنية "خيرتك حبيبي" لصلاح عبد الغفور وكذلك أغنية "الشمس شمسي والعراق عراقي" ألحان وأداء جعفر الخفاف.

نجاح مع كاظم الساهر

ويعتبر الشاعر كريم العراقى أول من ساهم في نجاح كاظم الساهر في مسيرته الغنائية، فكتب له أكثر من 100 أغنية أصبحت أغاني خالدة في ذاكرة الكثير، وتمثل جزءا هاما وكبيرا من المدونة الغنائية ،وفي تاريخ الموسيقى العراقية والعربية، ولعل أشهر هذه الأغاني، "إلى متى"، "يا الحبيب"، يا "مدلل"، "ها حبيبى"، "عراقنا"، "لا تحرمونى"، "دلع النساء"، "المستبدة"  وغيرها..

  ويعدّ الفقيد الشاعر كريم العراقي من أشهر شعراء الأغنية الشعبية في العراق وفي العالم العربي، اضافة الى كتابته للقصائد  الغنائية بالفصحى والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات والروايات للأطفال، كما عمل صحافياً في مجلات عراقية وأخرى عربية، وارتبط اسمه برفيق دربه الفنان  كاظم الساهر، إذ غنى له من كلماته أكثر من مائة أغنية وكتب فيه الشاعر السوري نزار قباني «ابق مزروعاً يا كريم على شفتي كاظم الساهر. واكتب لنا دائماً أحاسيسنا وأحلامنا بأسلوبك الطفولي الجميل "  

 كريم العراقي في البوم " مع الحب " 

وكانت آخر أعمال كريم العراقي الشعرية، قد ظهرت للنور في ألبوم كاظم الساهر الأخير "مع الحب"، الذي ضم ثلاث قصائد هي: "يا وفية " و"لا تظلميه"، و"الليل والشباك"، وقد غناها في جولته الفنية العالمية في صيف 2024 في كل من السعودية وتركيا والامارات وتونس ولبنان، وكان يذكر اسمه في كل حفلاته مفتخرا بقصائده وبصداقته ودوره في مسيرته الفنية، فيما ينتظر أن يقدم الساهر في ألبوماته القادمة قصائد بالفصحى والعامية واللهجة العراقية وأغان شعبية من نظم وكتابة وتأليف الشاعر المرحوم كريم العراقي.

تعاون مع المشاهير

ويذكر ان مجموعة من أشهر المغنين العراقيين والعرب، قد غنوا لكريم العراقي ومن بينهم وديع الصافي، ورياض أحمد، وصلاح عبد الغفور، وفاضل عواد، وحسين نعمة، وفضل شاكر، ونجاح سلام، وصابر الرباعي، وحاتم العراقي، وماجد المهندس، ولطيفة التونسية، وعاصي الحلاني، والأردني عمر العبدالات، وهاني شاكر، وأصالة نصري، وحسين الجسمي، وديانا حداد. كما لحن من كلماته الموسيقار المصري بليغ حمدي أربع أغنيات، قدمها الفنان سعدون جابر، وهي: "لا رايد مراسيل"، و"أريدك"، و"رضا والله رضا"، و"مشوارك حبيبي

جوائز عالمية هامة 

وحصل العراقي خلال مشواره على جائزة الملك فيصل العالمية عام 2019، كما حصل من منظمة يونيسف عام 1997 على جائزة أفضل أغنية إنسانية، عن قصيدة "تذكر" التي قدمها الساهر، راوياً معاناة أطفال العراق بسبب الحصار، وما زالت قصائده العاطفية والغزلية والوطنية، إلى اليوم، تداعب خيالات العشاق واحباء كريم العراقي ويستذكرونها في مختلف انحاء الوطن العربي وخاصة اثناء حفلات النجم كاظم الساهر. 

 كريم العراقي... يعترف للقيصر
وكان كريم العراقي قد اعترف  في تصريحات صحافية عن ارتباطه الوثيق بكاظم الساهر فنياً حيث قال في احدى المناسبات : "أنجز الساهر لي بصوته وألحانه خلال أكثر من ثلاثين عاماً أكثر من 100 أغنية، حتى صار صوت قصائدي، فعلاقتنا تتعدى علاقة شاعر بملحن ومطرب، نحن رفاق رحلة واحدة، وإذا أردت أن أسترجع نجاحاتي معه، فلا بد أن أتوقف عند قصيدة "كثر الحديث" او "بغداد " التي قدمها عام 1994، والتي شكلت انقلاباً في وقتها في طريقة وأسلوب الغناء للوطن غزلاً، فأكثر ما يستطيعه الإنسان أن يفدي بلده بروحه ودمه، ورغم أن البعض وصفوا وضع اسمينا في القصيدة بغرور مني، ومن كاظم في البداية، لكن مع انتشار الأغنية ووضوح فكرتها أدرك من انتقدها أن الإنسان يضحي بنفسه في سبيل بلده وهو الشيء الأعز عليه. وهو أيضاً ما كان في قصيدة «تذكر كلما صليت ليلاً...ملاين تلوك الصخر خبزا " التي كتبتها من واقع أطفال العراق الذين كانوا يعانون الجوع والبرد والفقر أثناء الحصار الأميركي على العراق في تسعينيات القرن الماضي، وعندما غناها الساهر، تحركت قوافل المساعدات الغذائية والطبية من مختلف دول العالم، تفاعلا مع هذا العمل الفني الراقي كلماتا ولحنا وأداء. 

مهرجان كريم  العراقي للأغنية ؟؟؟

هذا ولابد ان نؤكد انه قد حان الوقت لتأسيس مهرجان دولي للأغنية العربية يحمل اسم " كريم العراقي " الشاعر والمبدع والانسان يقام له سواء في العراق او في مختلف الدول العربية ويجوب العالم العربي شرقا وغربا ويشارك فيه الفنانون الذين تغنوا بقصائده وكان لكريم العراقي الفضل الكبير عليهم في نجاحهم وشهرتهم وفي نحت مسيرتهم الفنية...فهل تفعلها نقابة الفنانين العراقيين ووزارة الثقافة العراقية في صيف 2025 ؟؟