إنجاز عالميّ جديد للسّينما اللبنانيّة: مسلسل كوري يحتفل بـ “كفرناحوم” لـ نادين لبكي

في محطّة دوليّة جديدة تؤكّد الحضور الفنّيّ العابر للحدود، يواصل الفيلم اللبنانيّ “كفرناحوم”، للمخرجة اللبنانيّة نادين لبكي بثّ أصداء عالميّة، بعدما حظي بإشادة واضحة وعُرض ملصقه الرّسميّ ضمن أحداث الفيلم الكوريّ الجديد “Pro Bono”، المعروض حاليًّا على منصّة “نتفليكس”.

في التّفاصيل، خلال متابعة موقع “بصراحة” للفيلم، برز حضور فيلم “كفرناحوم” بشكل لافت في الحلقتَين الثّالثة والرّابعة، إذ لم يقتصر الأمر على ذِكر اسمه فقط أو قصته، بل جرى إدراج البوستر التّرويجيّ للفيلم أكثر من مرّة ضمن سيّاق الأحداث، في إشارة مباشرة إلى مكانته وتأثيره الإنسانيّ والفنّيّ.

يتحدّث فيلم “Pro Bono” الكوريّ عن محامي شهير يدافع عن قضايا مختلفة تتعلّق بأشخاص من ذوي الهمّم، وفي الحلقتين الثالثة والرابعة تناول قصّة فيلم “كفرناحوم”، الذي يتحدّث عن صبيّ يرفع دعوى قضائيّة على والدَيه لأنّهما أنجباه رغم علمهما بوجود خلل جيني في دماغه، سيجعله يعيش مع الإعاقة وتزداد تعقيدات القصّة مع الكشف عن أنّ والدته أنجبته في سنّ السّادسة عشرة وكانت تعيش حالة من التّشرّد.

كما عكس اختيار صنّاع Pro Bono، الاستشهاد بـفيلم “كفرناحوم”، ضمن هذه الحبكة، تحوّل الفيلم اللبنانيّ إلى مرجع إنسانيّ عالميّ في تناول قضايا الأطفال المهمّشين والاحتجاج على الإهمال والظّروف القاسية الّتي يُولد فيها البعض.

هذا الحضور اللافت يُضاف إلى سِجلّ إنجازات نادين لبكي الّتي قدّمت “كفرناحوم”، عام ٢٠١٨، إذ إنّ الإشارة إليه في عمل درامي آسيوي واسع الانتشار على منصّة بحجم “نتفليكس”، تعزّز مكانة السّينما اللبنانيّة عالميًّا وتؤكّد وصول رسالتها الإنسانيّة إلى جمهور عريض في مختلف أنحاء العالم.

يُذكر أنّ “كفرناحوم” هو فيلم دراميّ لبنانيّ من إخراج نادين لبكي كتابة نادين لبكي وجهاد حجيلي وميشيل كسرواني إنتاج خالد مزنّر، بطولة الطّفل السّوري زين الرّافعي، يروي بأسلوب فنّيّ مؤثّر قصّة الفتى زين الحاج الّذي يقرّر مقاضاة والدَيه بتهمة إهمالهما له.

نال الفيلم جائزة لجنة التّحكيم في مهرجان كان السّينمائيّ عام ٢٠١٨، كما ترشّح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبيّة، كما تجاوزت إيراداته العالميّة ثمانية وستّين مليون دولار مقابل ميزانيّة إنتاج بلغت أربعة ملايين دولار، ليصبح أعلى فيلم عربيّ تحقيقًا للإيرادات.

يأتي هذا التّكريم غير المباشر في عمل دراميّ عالميّ، ليؤكد أنّ قوّة القصص الإنسانيّة لا تعرف حدودًا وأنّ إرث «كفرناحوم» لا يزال حيًّا  ومؤثّرًا، بعد سنوات على عرضه الأوّل.