نعم، إنه أبي

أفتخر بنفسي عند قولهم لي أنت مثله، أنت شبهه

فكيف لا،

 وهو الذي كبرني وضحى بنفسه

كيف لا وهو الذي لإرضائي شاب رأسه

وكيف لا، أهناك أحد غيره عند خوفي أختبأ وراء ظهره؟

 كيف لا وهو الذي يناديني يا كياني؟

 كيف لا وعند غلطتي صحح ّ لي وقوّاني؟

وكيف لا،

أهناك من يسعى غيره لرفعي في مكاني؟

 هي تلك الفروسية مجموعة في هذا الإنسان

 هي الأخلاق في داخله تتبرعم كالبستان

هو حنان الكون في قلب ممتلئ بالانسانية

 ولولا أنها نظرية فقط، لقلت أكوان

هو روح من الله كلها تقدير وإحترام

غالي،راقي وفي حضرته لا أجد الكلام

 ما رأيته في حياتي نظر للماضي،

بل دائماً يخطط للمستقبل، ينظر للأمام

مرح ورفيق، منه تعلمت الغرام

هو الذي علمني أن الزوجة نصفه الثاني

 أراه يعاملها كالأميرة عند قوله لها أنت حياة حقيقتي وخيال وجداني…

وعند قولهم لي، ما أجمل أخلاقك!

 أقول في نفسي لست بشيء أمام الذي رباني

 أذكر قوله لي "سيأتي يوم تحتاج فيه الاعتماد على نفسك"

أذكر كلامه الجدي وأعترف بأنه قوّاني

أفتخر بأنه أبي

 أفتخر بأنه أبي وأن دمه في شرياني

 إنني هنا بسبب رضائك

 فرضائك معناه أنني في المكان الصحيح

وقبولك لطلبي يعني أن طلبي لي مريح

معاملتك لي عند حزني كمعاملة الطبيب للجريح

أذكر ذاك اليوم الذي رأيتني فيه أبكي

 فغضبت وبدأت تسألني بعصبية ما الذي أبكاك..

قل لي من هذا القبيح

أهي فتاة؟

جاوبني وكن معي صريح

فقلت لا، وأكملتها بنعم..ربما هي

وربما قلبي الضريح

فصمت وقال، مظلوم أفضل من ظالم

مقتول أفضل من قاتل

الوقت يداوي، والحزن سيذهب كالريح

فعرفت حينها من أين آتي بكلامي الفصيح

 وعندما سألتني اليوم، أنسيتنا؟

قلت وقتها أني لن أنساكم حتى موتي أنا

فليس بالسهل نسيان الأب الرفيق و الام

الصديقة

 ليس بالسهل نسيان أي لحظة أو أي دقيقة

 ويا ليت الاباء كلها مثلك يا أبي

ولكن خيال الآخرين لي حقيقة ...بلا حسد 

بقلم محمد ديركي