أطلقت الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يوافق 25 تشرين الثاني من كل عام، حملة لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، تحت عنوان "لون العالم برتقاليا". ومواكبة لليوم البرتقالي، استعادة قناة "الآن" قصة نسرين روحانا التي قُتلت على يد زوجها رغم صبرها الطويل لسنوات عديدة.
نسرين واحدة من قصص مؤسفة طويلة أثّرت في الرأي العام والتي تؤكد مجددًا لزوم ايجاد ضوابط رادعة لحماية المرأة من العنف.
دموع تستهل حكاية عنف، ريتا تبكي أختها، نسرين روحانا أصبحت اليوم تحت التراب تدفع ثمن صمتها على كل ما تعرضت له من عنف وآخره كان القتل رميا بالرصاص وبدم بارد.
ريتا روحانا شقيقة الضحية نسرين روحانا تحدثت عن قصة اختها حيث بدأت حديثها قائلة انه لا يحق لزوج نسرين بأن ينهي حياتها فهي خسارة كبيرة لا تعوض. تحدثت عن أختها بأنها ضحت كثيرًا وكانت تعاني وتنازع لمدة عشرين عامًا لكنها لم تتكلم يوما على الرغم من الضرب الذي كانت تتعرض له وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها، وسكوتها كان من أجل أطفالها.
وبحسب التقرير الطبي وأقوال المتهم، فقد أطلق الاخير عليها الرصاصة الأولى وصرخت قائلة إنها ستموت ولكنه أصر ليطلق الرصاصة الثانية على عينها ولم يكتفي بذلك فقام برميها في نهر ابراهيم.
وأضافت ريتا انهم لن يرضوا بحكم المؤبد ويطالبون بإعدام القاتل وبنفس الطريقة، معتبرة انه لو أعدم شخص واحد في لبنان لكان عبرة لغيره وربما كانت نسرين وغيرها على قيد الحياة.
قصة نسرين تسرد واحدة من قصص ضحايا العنف المجردات من كل وسائل الحماية. واقع دفع بجمعية "كفى" وغيرها من الجمعيات التي تعنى بقضية المرأة وحمايتها من العنف للضغط على الحكومة اللبنانية لاقرار قانون الحماية من العنف الاسري، لكن امام التطبيق الفعال ومعاقبة المجرم طريق شائك وطويل.
تحدثت المحامية مايا عمار من جمعية كفى بان قاتل نسرين لا يزال ينتظر المحاكمة والملف لا يزال عند الهيئة الاتهامية ولا يعلمون لماذا لم يحاكم بعد. واعلنت ان منذ العام 2010 وحتى اليوم هناك من 9 الى 12 سيدة تُقتل وهذا الرقم لم ينخفض، مشيرة الى ان القانون الذي صدر في 2014 لحماية النساء ضد العنف الاسري استطاع ان يؤمّن للمرأة الحماية وهي تعاني وتعيش العنف يوميا في منزلها ولكن هذا القرار لم يحميها من العنف.
وشدد على انه كلما تكلمت الضحية مبكرا كلما كان القرار لصالحها، ومن هذه الناحية هناك تحسن.
واعلنت انه منذ اقرار القانون صدر 90 قرار حماية وهناك العديد من النساء اللواتي استفدن منه ولكن السؤال الذي يطرح هل ستتوقف الجرائم خصوصا عندما يكون هناك نية إجرامية عند القاتل؟ وتابعت "حتى في بلاد الخارج حيث يوجد تنفيذ وتطبيق للقانون بشكل افعل لا تزال الجرائم موجودة.
ويبقى اللون البرتقالي أملا لتغيير واقع المرأة ومناهضة أشكال العنف الذي تتعرض له وما زالت تعانيه.