«بنت الجبل» أرقى تحية من روميو لحود إلى سلوى

«بنت الجبل» أرقى تحية من روميو لحود إلى سلوى

أمتعتنا مسرحية: «بنت الجبل» للفنان الرائع روميو لحود في نسختها 2015.
الفريق المشارك إختير بحرفية الكاستنغ العملية فإذا الممثلون والأدوار المسندة إليهم حال واحدة، لا يلعبونها فقط بل يتلاعبون بها بخفة و رشاقة جعلت الصالة ( مسرح الفنون –مكان أليف ونموذجي للعروض المسرحية) تؤخذ بكل ما يتحرّك على الخشبة وما يسمع من أغنيات للراحلة الحاضرة سلوى القطريب، ومن حوارات ومشاهد لها فعل الأعمال الكبيرة التي تعلق في المخيلة  ولا تبرحها إلاّ لصور أهم وأكثر تأثيراً.
ألين لحود.. الجميلة كضوء الصباح رائعة رائعة. سواء مثّلت أو غنّت أو عبرت صامتة، إنها الرقي الذي يتآلف مع طبيعة العمل مضافاً إليه مشاعر الأمومة بينها وبين السيدة الكبيرة سلوى القطريب في أكثر الإحتفاليات تكريماً لها ولعطاءاتها في الزمن الذهبي للفنون عموماً. نطقت باللهجة الجبلية المقعّرة، ثم بأبجدية الصالونات المترفة، صرخت وتحدّت وكانت أخت الرجال، ثم عادت الأنثى الوديعة المضيئة التي تفرض الإعجاب والإحترام في آن.
بديع أبوشقرا . يعزز موقعه الفني بتنويعة حضور لافت في مسرحية غنائية لأول مرة في مسيرته الفنية التي تتعزز منذ سنوات قليلة بخبرته التلاقحية بين لبنان وكندا وها هو يوزع وقته بين البلدين مجتهداً إلى الحد الرفيع من الخيارات للشاشتين والخشبة، وهو جسّد دور هنري بأدوات عادية صنعت منه خصوصية لا تشبه أياً من الذين عرفناهم قبلاً. إنه الجنتلمان العفوي والذي يعرف كيف يكون هو حين لا ممثل أمامه يحفزه على ردة الفعل المطلوبة للدور.
وسيادة الدورين الأساسيين لم تلغ الشخصيات الرديفة المتماهية معها خصوصاً ماغي بدوي التي تضج خفة دم و شرقطة خاصة على الخشبة، إنها فاكهة العمل، وإبتسامته الذكية بأقل قدر من الإنفعال الرخيص..
غبريال يمين. ما قدّم شخصية إلاّ وكان فيها قوياً وعميقاً وخاصاً لا يشبه أحداً على الإطلاق. غول مسرح بكل ما تعنيه العبارة من قدرة على سرقة الأضواء ممن هم حوله وتوظيفها في خدمة الشخصية التي يتقمصها.
الصالة ممتلئة عن آخرها في حفل وسط الأسبوع (الخميس). إنه مؤشر مفرح يفي صنّاع العمل حقهم من التقدير والمباركة في وقت عزّ فيه من يهنئون الناجح ويقولون له: شكراً لأنك إستطعت إدخال الفرح إلى نفوسنا التي تنأى تحت ضغوطات لا تنتهي من الأزمات والعثرات وقلة المسؤولية، لقد شكّلت المسرحية واحة أمان فني في صحراء جافة من ندرة الإنجازات النوعية في يومياتنا.
فصلان في ساعتين، لمسرحية سبق وقدّمت عام 77 وعرفت نجاحاً طيباً رغم إطلالة الحرب على لبنان، تم إقتباسها عن مسرحية: بيغماليون، لـ جورج برنار شو، تابعناها بطمأنينة وسعادة وعرفنا مع قنواتها معنى الحب والوفاء في التعاطي مع المصنف الفني أياً كانت طبيعته وقيمته، وراقنا الحضور الغنائي المنسجم مع التطور والتصاعد الدرامي في المسرحية، ولم نستغرب أن تحضر جينات الصوت بين سلوى و ألين إلى هذه الدرجة من التطابق في جمالية الصوت وحسن الأداء (شو في خلف البحر، قالولي العيد بعيوني، يا أستاذ الأبجدية/ديو مع بديع)، والتحية كل التحية للكبير والوفي الفنان الرائع روميو لحود.
المصدر:”اللواء” – محمد حجازي 

الكلمات المخصصة لهذا المقال:
مجتمع

مقالات شبيهة

عرض جميع المقالات
توقّعات الأبراج لعام 2025: هل أنتِ مستعدة لاكتشاف مفاجآت برجكِ؟

توقّعات الأبراج لعام 2025: هل أنتِ مستعدة لاكتشاف مفاجآت برجكِ؟

يحمل عام 2025 في جعبته الكثير من التغيّرات والأحداث المثيرة. إذا كنتِ من عشاق الأبراج…

هذه الأبراج ستكون الأسوأ حظًا في الـ 2025.. هل أنت من بينها؟

هذه الأبراج ستكون الأسوأ حظًا في الـ 2025.. هل أنت من بينها؟

ستواجه بعض الأبراج في 2025 تحديات كبيرة بسبب تأثير كوكب زحل، المعروف بحمله للحظ السيئ.…

توّقّعات الأبراج لشهر شباط  صحياً وعاطفياً ومهنياً

توّقّعات الأبراج لشهر شباط صحياً وعاطفياً ومهنياً

تحمل توقّعات أبراج شهر شباط (فبراير) وفق الخبير الفلكي د. سمير طنب، الكثير من المفاجآت…