«جمعية أهلنا» –صيدا.. خدمة المجتمع المحلي دون تمييز أو تفرقة

سحر جلال الدين الجبيلي تشرف على المسنين

سحر جلال الدين الجبيلي تشرف على المسنين

مضي «جمعية أهلنا» في مدينة صيدا-جنوب لبنان بخدمة المجتمع المحلي دون تمييز أو تفرقة، طالما رفعت شعار التنمية الخيرية، إذ تسعى إلى مساعدة أفراد المجتمع لتحسين نوعية حياتهم، وهي تؤمن بمجتمع عادل يسوده الأمان النابع من تكافل أبنائه مادياً ومعنوياً، ورسالتها المساهمة في تنمية المستوى الاجتماعي للمواطنين لا سيّما الأقل حظاً عن طريق مكافحة الفقر، وتمكين الأفراد من أطفال وشباب ونساء في المجالات التربوية والتنموية المختلفة، وذلك للمشاركة في تنمية أنفسهم ومجتمعاتهم المحلية...
وتهدف «جمعية أهلنا» إلى تمكين المواطنين من أطفال وشباب ونساء لتنمية أنفسهم ومجتمعاتهم، عن طريق التعليم، وتأمين فرص العمل، والتدريب، وفتح المجال لهم لاكتساب خبرات متنوّعة، ودعم ورعاية الأفراد المحتاجين في المجاليْن الصحي والاجتماعي، استناداً إلى معايير محدّدة، وزيادة وعي المستفيدين حول مواضيع عدّة، منها: الصحي والاجتماعي، عن طريق الندوات والمحاضرات، وتقديم الاستشارات، وتقديم أعمال الإغاثة للمواطنين المتأثّرين بأحداث ناتجة عن الحروب أو الكوارث الطبيعية أو غيرها، وفق إمكانيات الجمعية...
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلّط الضوء على «جمعية أهلنا» في صيدا، وبرامجها الاجتماعية والتربوية ورعاية المسنين وسواها، من خلال لقاء رئيستها سحر جلال الدين الجبيلي...

تأسيس... وكفالة
سنوات قليلة من عمر تأسيس «جمعية أهلنا» في العام 2001، جعلتها تضطلع بدور رائد في خدمة المجتمع المحلي، وخاصة الصيداوي، إلى جانب الجمعيات الأخرى من أجل بناء مجتمع أفضل، والأسباب عديدة، أبرزها التفاني والعزم على العمل بصدق وإخلاص، والخبرة والكفاءة والتطوّع.
وأشارت رئيسة الجمعية سحر جلال الدين الجبيلي إلى أنّ «عمل الجمعية لا يتوقف، فهو في حركة لا تهدأ، على مدار الأسبوع، نظراً إلى الخطة والبرامج التي وضعناها، ونقوم بتنفيذها بكل جدّية، ومن أبرزها البرنامج الاجتماعي، وهو مشروع الرعاية والخدمات الذي يؤمّن الرعاية الضرورية للعائلات الأقل حظاً من خلال دراسة الأوضاع المعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية للعائلة، حيث تقوم الجمعية بتقديم الخدمة اللازمة، وفق معايير محدّدة، ومنها مشروع كفالة، ويُعنى بكفالة رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من النواحي التربوية والعلاجية المختصة والمعيشية والصحية وغيرها، وفي الحالتين: يُكفل الطفل اليتيم الذي يعاني ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة، أو الذي يعاني من الفقر المدقع، أو من حالة اجتماعية صعبة كوفاة الأم أو إعاقة أحد الوالدين أو طلاق الوالدين».
وأكدت أنّه «في كلا الحالتين تتم كفالة الطفل بواسطة كفيله، ضمن إطار اجتماعي ونفسي وتربوي وصحي وترفيهي، ليتم تأهيله وتدريبه منذ صغره ولغاية تمكّنه من تأمين حياته الكريمة، ويشمل المشروع أيضاً كفالة الأرملة التي تتحمّل بدورها أعباء الحياة، وتربّي أبناءها في ظل ظروف صعبة، وقد بلغ عدد الأيتام حتى شباط 2013 نحو 11، فيما بلغ عدد المكفولين ضمن الرعاية الخاصة 43، وعدد الأيتام الذين لم تتم كفالتهم نحو 15 فقط، والرعاية الخاصة الذين تتم كفالتهم نحو 19».
رعاية.. وإغاثة
وأوضحت الجبيلي أنّ «مشروع رعاية المسن في بيته يهدف إلى رؤية كل مسن مكرّماً في حقوقه وواجباته، ويؤمّن له المشروع رعاية شاملة داخل منزله، ويتضمّن زيارة فريق متخصّص للمسن في منزله، مكوّن من ممرض لمتابعة وضعه الصحي، وزيارات دورية لطبيب مختص في طب الشيخوخة، وزيارات دورية لمعالج نفسي واختصاصي صحي – اجتماعي، والاهتمام بنظافة منزله ونظافته الشخصية، فضلاً عن تأمين الأدوية المزمنة ومستلزماته الطبية ووجبة غذائية ومونة، إضافة إلى رحلات ترفيهية شهرية للقادرين من المسنين مع فريق من المتطوّعين يساعدهم في القضاء على إحساسهم بالعزلة، وقد بلغ عدد المسنين المسجّلين داخل الجمعية 503 مسنين، والحالات المتابعة من قِبل الجمعية 50 مسنّاً».
وكشفت عن أنّ «مشاريع إغاثة النازحين من سوريا تركّز على تقديم الخدمات في المجال الصحي، ويستفيد منها كافة النازحين بغض النظر عن الجنسية (سوريين وفلسطينيين)، وتشمل الخدمات الصحية المقدّمة (طبابة، استشفاء، وأدوية) بحيث يستفيد 275 طفلاً من الحفاضات شهرياً».
وتطرّقت الجبيلي إلى «مشروع تأمين الخدمات المنزلية، الذي يهدف إلى تأمين فرص عمل للسيدات اللواتي يعملْن في مجالات التنظيف والطبخ والضيافة ورعاية المسنين، وذلك عن طريق قيام الجمعية بدور الوسيط بين العاملات وأصحاب البيوت والمؤسّسات، ومشروع توزيع الملابس الجديدة والمستعملة، التي يقدّمها المتبرّعون، للأسر الأقل حظاً، لقاء بدل رمزي، ويعود الريع المحقّق إلى ضمان استمرارية المشروع».
وشدّدت على أنّ «مشروع الدعم النفسي يهدف إلى تقديم دعم ومتابعة علاجية متخصّصة للأفراد، الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية وتربوية، والتي تؤثر سلباً على توازنهم وتُعيق مسار حياتهم، بغية إيصالهم إلى بر الأمان، كما يهدف إلى إيجاد مساحة آمنة يعبّر فيها الأشخاص المعرّضون للأزمات عن ذواتهم عبر العلاج الفنّي، بطرق فنيّة متنوّعة: سايكو، دراما، موسيقى، رسم، أشغال يدويّة، رسوم متحرّكة ورياضة هادفة، وعدد الحالات المتابعة 40 حالة».
البرنامج التربوي
وعدّدت الجبيلي تفاصيل البرنامج التربوي الذي يشمل «مشروع التعلّم الناشط، وهو يقوم على مساعدة الأطفال الذين يعانون من ضعف مدرسي، وذلك عبر مركز التقوية المدرسية الذي يتابع دروسهم، سعياً إلى نجاحهم، ومنعهم من التسرّب، حيث يقوم الشباب الجامعيون المتطوّعون بتولّي متابعة دروسهم، وزيارة مدارسهم ومنازلهم لمتابعة مستوياتهم التعليمية والسلوكية، إضافة إلى Dream Center - مركز الأحلام الذي يهتم بتنمّية هوايات الأطفال في الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية والرسم والأشغال، ضمن أهداف تربوية محددة».
وقالت: «إنّ مشروع الإرشاد والتوجيه الأسري يعمل مع الأطفال المتسرّبين من المدارس عبر جلسات توعية للطفل وأهله، بهدف إكسابهم الثقة بأنفسهم وبمستقبلهم، حيث تهدف هذه الجلسات إلى إعادة الأطفال إلى مدارسهم إذا أمكن، أو توجيههم نحو تعلّم مهنة ضمن قدراتهم وميولهم مع مراعاة مبادئ حقوق الطفل، وقد بلغ عدد المستفيدين مادياً منه منذ 2010 لغاية الآن 53 طالباً (ضمن اختصاصات: إدارة أعمال، ميكانيك، كهرباء، تزيين وتجميل وتربية حضانية)، فيما تم توجيه 20 طالباً».
وأضافت: «لقد تمَّ العمل خلال العام السابق مع مجموعة تتألف من 40 سيدة من الأرامل داخل «جمعية أهلنا»، وقد نالت السيدات شهادات مشاركة بالدورات، فيما يتم العمل حالياً مع مجموعة من 40 سيدة من المطلّقات والمهمّشات، عبر لقاءات شهرية بهدف التوعية والتفريغ النفسي، وقد تمَّ تحويل قسم من السيدات من هذا المشروع إلى مركز الموارد النسائية، حيث تمّت الشراكة بين «جمعية أهلنا» وبين «المجلس الدنماركي للاجئين»، وتركّزت الدورات على 3 مهن: دورة خياطة صناعية: شاركت سيدة من مشروع الأرامل، ودورة السكرتارية الطبية: وشاركت 13 سيدة، ودورة المرافقة المنزلية: وشاركت 14 سيدة».
قروض وإنتاج
ورأت أنّه «من أهم المشاريع، مشروع القروض الجامعية، الذي يؤمّن فرص التعلّم الجامعي للشباب المتفوّقين ذوي الدخل المتدنّي، عن طريق تأمين قروض حسنة وميسّرة، كما ويؤمّن التوجيه الأكاديمي والمهني للطلاب من خلال ورش عمل تدريبية، حول كيفيّة اختيار التخصّص والجامعة، كتابة السيرة الذاتية، المقابلة، وطرق البحث عن عمل، وقد بلغ عدد المستفيدين منه منذ العام 2006 لغاية الآن 307، فيما عدد الخرّيجين وصل إلى 63 خريجاً».
وختمت الجبيلي: «كما إنّ المعمل الإنتاجي هو من أهم المطابخ في المنطقة، ويؤمّن فرص عمل للعديد من السيدات اللواتي يعانين من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، من أجل المساهمة في إعالة أنفسهن وأسرهن، كما يوفّر مساحة لتدريب وتوظيف ذوات الحاجات الإضافية، إذ يقمْن بصناعة الحلويات والشوكولا والمربيات والمعجنات ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى الأطباق المتنوّعة، والأطباق الصحية، ومع التطوّر المطرد للعمل، أصبح الريع الذي يحقّقه هذا المعمل، يُغطي جزءاً من ميزانية بعض المشاريع الأخرى في الجمعية، فضلاً عن مكتب التوظيف، حيث تقوم «جمعية أهلنا» بدور الوسيط بين الأفراد الذين يبحثون عن عمل، وبين الشركات والمكاتب والمؤسّسات التي تبحث عن موظفين، وقد بلغ عدد الباحثين عن عمل 2652، فيما عدد الشركات التي تتواصل معنا 497 شركة، وعدد الذين توظّفوا من قِبل الجمعية 300 مستفيد». 

 

بقلم: ثريا حسن زعيتر

الكلمات المخصصة لهذا المقال:
مجتمع

مقالات شبيهة

عرض جميع المقالات
مقتل فنان مصري على يد زوج طليقته

مقتل فنان مصري على يد زوج طليقته

قتل الفنان المصري سعيد مختار البالغ من العمر 56 عاما، على يد زوج طليقته في…

"أكبر من أن تُنقل بتقرير"… ليال الاختيار تهزّ الرأي العام برسالة من السودان

تواصل الإعلامية ليال الاختيار نقل مشاهداتها من السودان حيث تحتدم الأزمة الإنسانية بعيدًا عن عدسات…

الملكة رانيا تنثر روح الميلاد في عمّان… زيارة دافئة للأطفال بإطلالة عصرية لافتة

الملكة رانيا تنثر روح الميلاد في عمّان… زيارة دافئة للأطفال بإطلالة عصرية لافتة

نشرت الملكة رانيا على حسابها الرسمي في إنستغرام مجموعة صور وثّقت من خلالها زيارتها لجمعية…