"100 ساعة على الحدود" كتاب يروي بؤس ومواجع لاجئين سوريين

"100 ساعة على الحدود" كتاب يروي بؤس ومواجع لاجئين سوريين

أحمد شكري 


 تجربة رحلة إلى سوريا وراء الدمار 

 


ما أصعب أن تُجبر على ترك البيت الذي ولدت وتربيت فيه.. ما أصعب أن ترى حوائطه وأحلامك التي زرعتها ببراءة الطفولة وهمة الرجال بين جدرانه تنهار أمامك، وأنت بلا إرادة، فقط تجد نفسك مجرد ضحية لا حول لك ولا قوة، وما أصعب أن تجد أحداً من أهلك أو ذويك أو قريباً لك أو جاراً أو حتى إنساناً لا تعرفه ملقى على قارعة الطريق جثة هامدة، وأن تجده ينزف وهو يصارع الموت ولا تستطيع إنقاذه أو حتى تقديم أي مساعدة له، لأنك ببساطة ستنال مصيره نفسه برصاص قناص لا يعرف الحق ولا العدل ولا الإنصاف، ولا حتى ماذا تعني الإنسانية.

 

100 ساعة على الحدود 

 

هكذا سطر الكاتب الصحفي علاء البدري مقدمة كتابه "100 ساعة على الحدود" الذي صدر مؤخرا عن دار "ليليت للنشر والتوزيع"، الذي يرصد فيه معاناة اللاجئيين السوريين المشردين على الحدود الأردنية السورية خلال رحلته إلى مدينة المفرق التي وصفها في صفحات كتابه بأنها مدينة الحزن والألم. 
ويرصد في كتابه عدداً من الحالات الإنسانية التي واجهت الكثير من المآسي والمواجع، حيث يضم الكتاب 9 روايات حقيقية دونها بأسلوب السرد القصصي السهل؛ منها " فاطمة "، و"دارين "، و"أبو عبيده"، و"سارة"، و"ناقل الموتى"، يرويها أصحابها بعد رحلة هروب لم تقل في خطورتها عن معاناتهم في الداخل السوري من تشرد وقتل وتهجير.


حكايات مفزعة

 


ويقول الكاتب: وبعد أن سمعت وشاهدت، وكتبت حكايات مفزعة وموجعة رواها أصحابها من ملاجئهم.. أجدني أمام شواهد من الخراب والأطلال لكيانات إنسانية هزمت وتمزقت إرباً وأشلاءً.. وأجد أيضاً السؤال المنطقي الموجع يدق بقوة فوق رؤوسنا جميعاً دون إجابة تشفي غليلنا وتشعرنا بأننا بشر، "وماذا بعد ... ؟!" 
ويشير في خاتمته التي عنونها بـ"ماذا بعد.. ؟ !" إلى أن المأساة السورية قد دخلت عامها الخامس مخلفة وراءها ألف حكاية وآلاف القصص المفجعة، لا تختلف في وجعها عن مآسي أبطال أطلالنا التي نقف عندها في هذا الكتاب، فهناك ضحايا آخرين لم نعرفهم، وهناك أكثر من مائتي وعشرة آلاف قتيل، وتم تشريد ما لا يقل عن 12 مليون شخص في الداخل والخارج، كما حرمت المأساة ما يزيد على مليوني طفل من أبسط حقوقهم التعليمية والصحية، وذلك منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011 وحتى فبراير 2015.


لا يوجد أي مراقب للمشهد السوري 

 


ويقول : لم يكن أي مراقب للمشهد السوري عندما اندلعت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في عام 2011 أن يتخيل وقوع كارثة بمثل هذا الحجم من الفظاعة، فقد حصدت أرواح آلاف الأبرياء، ودمرت البنية التحتية وأغلب المدن والمباني التاريخية، إضافة إلى تدمير النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلد العربي العتيق، بفعل النظام وأطراف عدة أخرى لم تتورع عن القيام بكافة أعمال العنف بما فيها ممارسات الإبادة الجماعية والاختطاف والتعذيب.


مرتعاً للجماعات الإرهابية 

 


وأوضح علاء البدري في كتابه "100 ساعة على الحدود" أن سوريا أصبحت مرتعاً للجماعات الإرهابية التي أتى أفرادها من شتى بقاع الأرض، وتحولت بمرور الوقت إلى حلبة صراع مصالح تتقاسمه دول وأجهزة مخابرات لا تولي أي اهتمام لقضايا البشر، وتداخلت ملامح الصورة في بعضها البعض ولم يعد في الإماكن معرفة من يناضل من أجل الحق ومن يصارع من أجل أجندات خاصة.


حضارتنا الإنسانية

 


وينهي كتابه بالقول: "وأخيراً.. ينبئني بكل أسف وحزن سؤال وماذا بعد.. ؟ ! أن حضارتنا الإنسانية المزعومة والناقصة مجرد مظاهر ومكاسب مادية ﻻ عمق وﻻ حكمة وﻻ محبة فيها، فتعساً وسحقاً أيها العالم القميء.. وعفواً أيتها الحرية وأيها السلام المفقود، عفواً إنسانيتنا الضائعة..". 

مقالات شبيهة

عرض جميع المقالات
حقيقة إغلاق عيادة شام الذهبي: ماذا يحدث وراء الكواليس؟

حقيقة إغلاق عيادة شام الذهبي: ماذا يحدث وراء الكواليس؟

أصدرت عيادات Dao Derma المملوكة لـ شام الذهبي بيانًا رسميًا أكدت فيه أن إغلاق العيادة…

جوي طوق تتوّج ملكة الجمال الطبيعي لعام 2025 في حفل مميز

جوي طوق تتوّج ملكة الجمال الطبيعي لعام 2025 في حفل مميز

فازت جوي طوق بلقب "ملكة الجمال الطبيعي 2025"، في مسابقة نظّمتها شركة "غولدن إنترناشيونال" لصاحبها…

فرشاة التنقيط: أنواعها وكيف تستخدمينها في وضع المكياج؟

فرشاة التنقيط: أنواعها وكيف تستخدمينها في وضع المكياج؟

فرشاة التنقيط، أداة لا غنى عنها في صندوق المكياج، تعد بمثابة الفرشاة المثالية لكل فنان…