تميز معرض الفنانة فتاة باحمد ببساطة فنية في عمق رؤية

صورة من المعرض
تثير الفنانة «فتاة باحمد» (Fatat Bahmad) طبيعة اللون ومعناه الداخلي والخارجي، لتحاور بتساؤلاتها التشكيلية الانسان وطبيعته الذاتية الخاضعة للاستمتاع بجمالية الصورة او المشهد او المقتطفات التي تفوح بالحيوية والتآلف، والانسجام البصري المتوازن مع خصائص اللون وتناقضاته التي تنعم بظلال الضوء، وخصوصية فلسفية عميقة في تجلياتها الطبيعية والعاطفية المتحررة من الانفعالات بعقلانية تسمو بنا حسيا وتتجاوز حدود اللوحة، لتتكون طبيعتها المتخيلة تبعا للصورة الداخلية التي ترسمها الفنانة «فتاة باحمد» باشباع لوني كثيف المعاجين وبتراخٍ في جوهر المعاني المنسابة في عالم المثل التشكيلية المنسوجة بدفء وشاعرية وتناغم بين الشكل واللون.
توافق سلس مع الطبيعة وتآخٍ مع المساحات اللونية المزركشة بازاهير تتناغم خطوطها وسماكتها مع شفافية حسية تستثيرها ريشة الفنانة «فتاة باحمد» ومصطلحاتها التي تشع بالرومانسية والانطباعات الساكنة، المستمدة من الحواس المرتبطة بالعناصر المتشابهة او التكرار الايقاعي المتماثل مع الطبيعة وموتيفاتها المزدهرة بالحياة، وبجمالية التجدد اللوني المتغير في انطباعاته المتأثرة بالظلال والضوء، مما يدفع الى تأمل اللوحة والاحساس بها استطيقيا للارتقاء باللون وقيمته والشكل، ومعناه نحو المفهوم البيئي في الطبيعة البكر وجمالها الخاص.
انماط معينة من الاشكال زركشتها «فتاة باحمد» برقة يستجيب لها المتلقي بحساسية فنية تتوافق مع الرؤية الانطباعية او التعبير او الحركة او السكون او نارية لون ما او برودة تحتاج لابعاد وفراغات تتهيأ فيها الجوانب الوجدانية بدينامية وتحليلات مجازية للظل واتجاهاته. لتتكون الخطوط وفق انزياحات نسبية ومألوفة تعكس المشاعر بتلقائية تأملية مدفوعة نحو الالوان وتضادها، وتدرجاتها مع الحفاظ على نسبية الفاتح والداكن عند حدود الظل بتصوير انطباعي ذي طبيعة تتوق الى التحرر والانفلات من العتمة والضوء، لتحتفظ بدرجة جمالية لها فلسفتها ووجودها في عالم اللوحة التشكيلية التي تتركها الفنانة» فتاة باحمد «تحتفظ ببكارتها الفنية وزركشاتها، كتطريزات لونية تنمنم بها وجدانياتها الشاعرية المتدفقة.
حالات خاصة تعيشها «فتاة باحمد» بخريشات تنفصل عن المساحات، وعن خطوط تكوينية تزدهر بنوع من مفاهيم سايكولوجية تعصف بالمسافات والاندماج بالالوان التي تحتاج الى تذوق بصري مبني على تفاعلات عفوبة في تطلعاتها الفنية اضافة الى رؤية تتوحد مع الاشكال على نحو ايقاعي حركي وموسيقي في طبيعته المثيرة للجمال البسيط او السهل الممتنع بتشابه، واختلاف يعتمد على تكنيك خاص وارتقائية في الاسلوب السردي للون وطفوليته النابعه من المخزون الشاعري او الوجدان الغني بترجمات بصرية قوية تسطع في جوانب اللوحة حيث تتفاوت الخيالات في اعتدال هارموني قائم على اساس الطبيعة والمشاهد الحيوية فيها. ان من حيث استفاضة اللون او من حيث التعرجات ذات السماكة الايجابية في التشكيل، وسلبية العناصر الاخرى المحاطة بهالة تكوينية ذات بساطة زخرفية تعكس اهمية الاحساس بالطبيعة، والتحرر الكلي من مادية اللون وقوانينه في المزج والتشكيل.
بساطة فنية في عمق رؤية تدل على التأثر بالطبيعة ومعانيها الكامنة في فكرة الجمال النابع من الحياة نفسها، بذاتية يجمعها اللون في بوتقة الخطوط، كخيوط تزهر تدرجات متعددة في اللون والواحد وحسياسته مع الضوء الذي سخرته الفنانة « فتاة باحمد» ليبدو مع فواتح اللون وميلان الخطوط، كحركة نحافظ من خلالها على توازن اللوحة وشاعريتها ورهافة الاداء في التكوين الشكلي، لكل جزء من لون او تغريدة ذات فراغ تدعو الى التأمل، ولفتح الافاق نحو استدلالات تتناسب وبموضوعية مع الشكل واللون، والمساحة، والفراغ، والتكثيف الجوهري لمعنى الفن والطبيعة والجمال.
اعمال الفنانة فتاة باحمد (Fatat Bahmad) في غاليري اكزود الاشرفية (GalleryExode Ashrafieh) ويستمر حتى 24 حزيران 2015.
ضحى عبدالرؤوف المل
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتزهير مراد يشعل ليل باريس بتصاميم حالمة في مجموعته الراقية لخريف وشتاء 2025-2026
في عرض طال انتظاره ضمن فعاليات أسبوع باريس للهوت كوتور، كشف المصمم اللبناني العالمي زهير…
هيفا وهبي ضيفة شرف في أكبر عرض أزياء في جدّة
تستعدّ الفنّانة هيفا وهبي للقاء جمهورها في جدّة في الحادي والعشرين من تمّوز/يوليو الجاري، إذ…
بعد البرغندي.. هذه الألوان تتصدر صيحات الموضة لصيف 2025
مع كل موسم جديد، تعود الألوان لتلعب دور البطولة في صيحات الموضة. وفي ربيع وصيف…