حيث تضاعفت الأسعار بجنون بنسبة تتراوح بين 80% و200%، وضرب الارتفاع سوق الخضار بشكل مباشر، وهذا الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة دقت ناقوس الخطر على غالبية المواطنين الذين خسروا وظائفهم أو يتقاضون نصف رواتبهم مما يعني أن الأسوأ بانتظار المواطن خلال هذه الأيام... فهذا البلد يعيش في ظروف اشبه بظروف حرب لذلك يتطلب قرارات استثنائية واجراءات صارمة بحق كل يعبث يالامن الغذائي...
حسرة ودمعة
وخلال جولتنا على محلات الخضار وقفت "أم أحمد" الظريف تتأفف وتنظر الى الخضار وفي عينها حسرة ودمعة قالت: لدي أربعة اولاد وزوجي لا يعمل منذ 17 تشرين أي منذ الثورة، كان يعمل سائق تكسي لكن للاسف وقف عمله وتغير كل شي، في الايام الماضية كانت عارية نأكل اي شيء ولكن نحن في شهر رمضان والاولاد يريدون اقلها صحن فتوش الذي اصبح يكلف حوالي 20 الف ليرة لبنانية واللحمة ايضا اصبحت غالية كتيرة علينا .. ماذا نفعل؟ لقد تم توزيع حصص غذائية ولكن لا تكفي ليومي، فنحن بحاجة لادوية وطعام وشراب، جميع الناس بدون عمل بسبب كورونا، لم يأتي علينا شهر رمضان مثل هذا العام، كل شيء تغير فيه حتى لذة واهمية الشهر تغيرت، اصبحنا نفكر كل يوم كيف نؤمن قوت يومنا في هئا البلد.
خوف من الجوع
اما المواطن عيس درويش قال: "نحن في لبنان اصبحنا نموت جوعاً بعدما تركوا آلاف اللبنانيين أشغالهم، او طردوا من أعمالهم اليومية، والتزموا الحجر في منازلهم، فقد وجدوا أنفسهم بين ناري الخوف من "الجوع" أو "من العمل بسبب الازمة الاقتصادية والآن اضيفت علينا فيروس كورونا، فنحن في شهر رمضان اصبحنا نتنظر المساعدات والحصص الغذائية كي اطعم اولادي، ولكن هذه الكرتونة تكفي ليومين فقط فهي تحتوي على قنينة زيت ورز وعدس، الحمدالله... ولكن منذ بداية شهر رمضان اللحمة لم تدخل على منزلي فقد اصبح الكليو اللحمة 30 الف ليرة لبنانية .
اضاف: فنحن نعيش في خوف من الايام القادمة ومن "البهدلة". فمن سيدفع إيجارات المنازل وفاتورة الكهرباء والهواتف والماء والمولد الكهربائي؟ من سيؤمن كلفة فواتير الدواء الشهرية لمواطنين لا يتمتعون بالتغطية الصحية؟
اما في السوبرماركت تقف لينا عبد الغني تنظر الى السلع باستغراب وتقول: اتيت لشراء حاجاتي الأساسية، لكن قبل وضع المنتج أو السلعة في سلة التبضع ادقق في سعرها، وانظر إلى نوعية أخرى علها تكون أرخص، إن الأسعار ارتفعت إلى ما يقارب الـ 200$ وخاصة سعر الأرز والسكر. ولكن اين الدولة ووزارة الاقتصاد. نسمع انهم يقومون بمداهمات ولكن للاسف كل يوم يزاد الغلاء وهذه الازمة لم نراها بحياتنا فكان كل شيء متوفراً وارخص.


