سنة 2020 علّقوا مشانق العلم

حقوق الإنسان هي أقل ما يمكن للفرد أن يمتلكه. وفي عصرنا هذا، الحق في العلم أصبح مكرّسًا دوليًّا، باعتبار أن الفرد الجاهل هو عائق على المجتمع وغير منتج. ومن المؤكد أن ليس هناك شخص لا يريد أن يكون ناجحًا و فعّالاً في المجتمع، ولكن بعض الظروف تقف عائقًا أمام نجاحات الفرد في لبنان. فما هي العوائق التي تقف أمام الطلاب؟ وهل يقف لبناننا إلى جانب طلابه؟
في العموم المستوى التعليمي في لبنان لا يعتبر متطورًا جداً بالنسبة إلى دول العالم، بالرّغم من ارتفاع عدد حاملي الشّهادات. ولكن سبل العلم في بلادنا اليوم صعبة جدًّا. وإن أردنا التكلَم عن الوضع الحالي، فقليل ما سيكتبه الحبر وتطبعه الصحف. نعتذر منك يا لبنان. نعتذر عما يفعله بك أبناؤك. نعتذر عما سنضطر لقوله عنك جراء أشخاص استلموا الحكم وعلّقوا مشانق العلم.
أيّها المسؤول،
نرفض ما يحلّ بالتّعلّم من كوارث. نرفض الظلم المستبد والحظ العاثر. ماذا تقول للعائلات التي يتعذّر عليها إرسال أولادها إلى المدارس والتي تضطر لإبقائهم في البيوت، مع غصة تملأ القلوب؟ ماذا تقول للعائلات التي هي غير قادره على تأمين أجهزه إلكترونيّة لأولادها لمتابعة دروسهم عن بعد؟ كيف تنظر للأولاد الذين يكبرون على الجهل في الطرقات، بدل أن يتعلموا ويحاربوا السياسة الفاسدة؟ وينتشلوا لبنان من مشاكله!. أستبقى ساكتاً لا تتحرك؟
الكلام لن يفيد بعد الآن. نرفض الكلام ونطالب بالتحرك. نحن شعب واعٍ لن نسكت على إغراقنا في ظلمة الجهل ودهاليز الفشل. حاشا لنا أن نساعد على محوك يا لبناننا! نعدك ببقاء أرزتك شامخة ورأسك مرفوعاً بأبنائك حاملي أعلى الشّهادات.
سامحنا يا وطني، سامح أولادك ومسؤوليك المجرمين الذين سلبوا العدل وابتلعوا السلام. إن إنجازات علمائك وقصائد شعرائك وكتابات مؤلّفيك لن تذهب سدى، وأرواح شهدائك لن تموت. سنحارب، سنقاتل، سنسفك الدماء إذا اضطررنا لتبقى منارة للعلم والأدب والحريّات. وصوتنا هو صوت ضميركم من حقّنا أن نتعلّم.

النهار - توفيق الياس لحود ـــ ثانوية إهمج الرسمية