رشدي أباظة.. ذنْبك إيه؟ ذنْبك بحبّك

رشدي اباظا
أربع نساء ورجل بشاربين مهذّبين يرقصون معاً التشاتشا. تتناوب كل امرأة منهنّ على الرقص مع الرجل قليلاً.
أربع نساء بفساتين سهرة "خمسيناتية"، ورجل ببيجامة بيضاء وروب أسود وشاربين مهذّبين، يرقصون على "كنت فين يا علي؟ ومرتك بتدوّر عليك".
الآن، خمس نساء، إحداهن زوجة الرجل والأربع الأخريات زوجاته السابقات، يحمّلن الرجل الذي أفرط في الشراب، عصا للرقص على موسيقى زفّة عرس مصريّة تقليدية.
الرجل في الصورة هو رشدي أباظة، وكل من النساء الخمس تريد تلقينه درساً في الحب. تبدو الصورة من الفيلم مطابقة لقصّة حياته.
"لا أحد كرشدي"، تقول أمي. جيلها يطلق عليه ألقاباً مبتذلة، لكن لا يمكن لومهم عليها. يُقال له "الدون جوان". لقد توفى الرجل العام 1980، وما زالت النساء والفتيات تبحثن عنه، وتعترفن بالحب.
أنا لم أغرق يوماً في الأفلام المصرية القديمة، لكنّني كنت أحبّ كيف يتحوّل المنزل إلى مكان آخر، أكثر حميمية وجمالاً، بوجود صوت الفيلم المصري بالأسود والأبيض شغّالاً في الخلفية، مع صوت رشدي أو شادية أو صباح أو أحمد رمزي أو عبد الحليم في الخلفية. لم أشاهد كثيراً من أفلام رشدي أباظة، لكنّني أغرمت به على أية حال. لم يكن ممكناً تفادي هذا الأمر، حقاً، فقد كان الرجل "مهضوم"، وإذا ما أضفت تلك الصفة إلى الوسامة والكاريزما التي يتمتع بها، يصبح من الصعب تجاهل "تأثير الأباظة".
لكنّ رشدي بقي مجرّد وجه جميل، وممثل بقناع مُحكَم حتى في مقابلاته التلفزيونية، إلى أن وقع بين يدي مرّة خبر مفاده أنّ الـ "دون جوان" المحبّ للقراءة، كان في مرحلة من حياته شاباً مهتمّاً بشدّة بكتب السحر وعالم الأرواح والأسرار. شعرت للمرّة الأولى أنّني كنت أسترق النظر إلى الداخل. رشدي أباظة من الداخل، عالم آخر.
"ربّيت ذقني، وصرت أتصوّر الأشياء بمفاهيم أخرى، فأقول: إن هذه الطاولة ليست طاولة". كانت فكرة رشدي أباظة بلحية بدلاً من الشارب، مهووساً بكتب عالم الأرواح، مثيرة فعلاً. ابن عمّه تحدّث عن محاولته الانتحار مرّة، عندما كان مرهقاً من العمل ومشاكل البيت. لم يعد رشدي أباظة الـ "دون جوان". تخلّص أخيراً من لقبه، وصار إنساناً بجانب داكن، مليء بالشكوك الوجودية والخوف. أخيراً بات بالإمكان أن نغفر له نزواته النسائية، وقفزه من امرأة إلى أخرى.
لا يكترث أحد بهذا الجانب من هذا الرجل، ولهذا السبب بالذات، فكّرت بأنّني سأتولى هذه المهمة.
أُحبّ رشدي مع شادية أكثر مما أحبّه مع سعاد حسني، وأحبّه مع صباح أكثر مما أحبّه مع شادية. يكفي أنّها حين مثّلت أنها تحبّه، لم تكن تمثّل. يكفي أنّها كانت امرأة بما يكفي لتطلب منه أن يتزوّجها بمزحة جديّة. يكفي أنّها سايرته وهو يدخّن سيجارته بغضب، وقالت له "ذنبك إيه؟ ذنبك بحبّك". إلى أن ابتسم.
"هوّ بعد الحبّ ذنب؟".
مقالات شبيهة
عرض جميع المقالاتألوان حقائب تُبرز إطلالتكِ في صيف 2025
الموضة دائمة التطور، في التصاميم أو الاتجاهات أو حتى الألوان التي تؤثر وتعكس الأسلوب الشخصي.…
حقيبة عيد الفصح من Louis Vuitton قابلة للأكل!
بالتزامن مع اقتراب عيد الفصح، تكشف دار Louis Vuitton عن إعادة إصدار حقيبة البيضة المميّزة…
حقيبة "بيركن" لم تعد رمزاً للرفاهية... بل تهديداً للحياة!
تحوّلت حقيبة "بيركن" الشهيرة من دار الأزياء الفرنسية "هيرميس" إلى ما يُوصف بـ"الأخطر في العالم"،…